يبدو أن لعنة الأستاذ قد حلت على الانتخابات التونسية ليحزر قيس سعيد والذي يلقب بـ"الروبوكوب (الرجل الآلي)" تقدمًا مع نبيل القروى.
وتعليقاً على النتائج الأولية للفرز، فلقد رأى المحلل السياسي سرحان الشيخاوي، بأن خارطة التصويت عكست مواقف الشارع التونسي الذي تسيطر عليه النخبة المثقفة، مشيرا إلى أن القاعدة الانتخابية التي صوّتت للمرشح سعيد، تتشكّل أساسا من نواة صلبة ودائرة قويّة، حول هذه الشخصية، يدعمها متعاطفون مع ما يطرحه من أفكار مناقضة كليا لملامح الممارسة السياسية في تونس.
وأشار الشيخاوي إلى أن النواة الأساسية المحيطة بقيس سعيد هم أساسا عدد كبير من الطلبة، أغلبهم قام بتدريسهم في مختلف الكليات التونسية التي مر بها، وهم الذين تحركوا في كل المحافظات وفي مختلف المناطق وأسسوا له حملة انتخابية حركية ميدانية وأخرى افتراضية، وساهموا في تزايد شعبيته، أما دائرة المتعاطفين معه والتي شكّلت باقي المصوتين، فتختلف مستوياتها التعليمية لكن تلتقي مكوناتها في تبنيها لما يطرحه قيس سعيد من حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي تعانيها تونس، خاصة وعوده المتعلقة بالقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين.