انتشرت ظاهرة "البلطجة" في الآونة الأخيرة في المجتمع المصري، بصورة فاجعة وأصبحت تشكل خطرًا مرعبًا على المجتمع، وتشهد معظم محافظات الجمهورية ارتفاعًا في معدلات الجريمة بدرجة كبيرة، خاصة جرائم القتل والسرقة بالإكراه، وفرض الإتاوات، وسرقة السيارات، وحوادث الاغتصاب والتحرش تحت تهديد السلاح، وتجارة المخدرات، وقطع الطرق.
وذاع صيت عدد من البلطجية وأصبحوا حديث الشارع، ومن المشاهير مثل الفنانين واتخذهم عدد آخر من المواطنين قوة ومثل أعلى لهم في الحياة، وصار شغلهم الشاغل تقليد هولاء البلطجية، ثم جاءت السينما والدراما المصرية لتنشر صور البلطجة بكل أشكالها لتساعد في زيادة معدل الجريمة ومن أشهر الشخصيات التي جسدت كانت "عبده موته" وغيره في كثير من الأدوار التي شاركت في انتشار هذه الظاهرة حتى أصبحت الحدث اليومي بين المواطنين.
ودائما ما يسعى رجال الداخلية بكل قوتهم لمحاربة هذة الجرثومة المسرطنة التي أصابت الشعب المصري، التي دمرت الكثير من العائلات وحسرتهم على أعز مايملكون سواء "دم أو عرض أو مال" ظاهرة سيئة بكل ماتحمل من معاني ولكن الحسنه الوحيدة لها أنها تظهر حب الناس للضحية ومدى سيرتها العطرة الخفية ويظهرها "الجناه" ويصنعون أبطال تبين مدى حقارة فعلتهم.
وبطل قصتنا اليوم، علي سعد اللبان ابن محافظة دمياط، الشهير بـ"علي اللبان" نجل صاحب مخبز شهير، حيث حاول بائع خضار يدعى محمود صلاح، وصفه الجميع أنه "بلطجيا" ابتزاز "الضحية" ماديا، وعندما قام "البلطجي" بإشهار سلاح ناري "مقروطة" وتعدى على عمال المخبز بالضرب، انتفض "ابن صاحب المخبز" وتصدى له وخرجت رصاصة من السلاح أصابت "البلطجي" وسقط جثة هامدة.
وألقت رجال الشرطة بمركز شرطة دمياط القبض على "اللبان" ومنذ تلك اللحظة اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمنشورات دعم ومساندة لابن صاحب المخبز الذي أجمع الكل على حسن أخلاقه وسيرته الطيبة، حتى "رجال الشرطة" أشادوا به عليه عبر صفحاتهم الشخصية بنشر صور تجمعهم معلقين عليها "الجدع".
وجاءت منشورات أخرى على صفحة شهيرة تسمي "عاجل أخبار دمياط" كان محتواها:-
"اللي في الصورة دة اسمه علي ابن الحاج سعد اللبان بتاع فرن عيش اللبان بدمياط "على" ميتخيرش كتير عن الحاج سعد أبوه لا في أدبه ولا في أخلاقه ولا ف عمل الخير، علي مش بيسيب فرض وانسان خير وخدوم،"علي" في رمضان اللي فات كان بيخرج العيش للسحور للمساجد ببلاش، كان سبب رئيسي في بناء وتجهيز العنايه المركزه بالمستشفى العام،"على اللبان" أكتر حد في دمياط كان سبب في تجهيز بنات أيتام بتتجوز وكان سبب في تستيرهم، " اللبان" عنده شهريات بتتدفع لبيوت كتير في دمياط مش قادره تعيش، أكتر حد في دمياط ساعد غارميين وجاب روشتات علاج و صرف على عمليات للمرضى الغير قادرين ودايما كان يقول إن محدش يذكر اسمي نهائي لأن المال مال الله، إنهاردة "علي" وهو واقف في الفرن وعلى زرقه دخل عليه بلطجي يبلطج عليه بسلاح مقروطه و من الطبيعي في الوقت دة لو انت مكانه مش هتسكت وهتدافع عن نفسك وهو دة اللي حصل بالظبط، وهو بيبعدها عنه خرجت طلقه غلط فقتلت البلطجي،"على"كان بيدافع عن نفسه وعن محل رزقه و الكاميرات مصورة كل حاجه، إن شاء الله على ربنا يقف معاه وهيخرج بالسلامة لأنه كان بيدافع عن نفسه واكل عيشه وسيرته الحسنه هتشهدله بكل دة، وطبعا إحنا كلنا ثقه في رجال الشرطه بدمياط وفي قضاء بلدنا الشامخ إنهم دايما واقفين مع الحق و مع المظلوم، ربنا يفكها عليك يا صاحبي
بعد إذنكم انا عايز البوست ده يلف مصر كلها".
فيما ظهرت رسائل أخرى كتبها أحد محبي"اللبان" وكان محتواها:- "من هنا ورايح لو دخل عليك بلطجى متستفزوش وعاملة معاملة كويسه وعادى جدا ممكن كمان تجيب له عشى وتعشيه وتعمله شاي بحليب ولو حاول يضربك بالنار أو بسكينه عادي برضوا استسلم و سيبه و متحاولش تدافع عن نفسك نهائي لأنك في الحالتين انت الخسران، ونشر هاشتاج
#على اللبان _مش_جبان
#على اللبان _كان _بيدافع _عن _نفسه _وماله".
رسائل عديدة تم نشرها وكانت تعليقات المواطنين مماثلة لهذه المنشورات ، تؤكد حب الجميع لهذه الشخصية وأصبح طلب الإفراج عنه مطلبا جماهيريا حتى ظننا أننا أمام "بطل شعبي".
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء إسماعيل حسين مدير أمن دمياط، إخطارا يفيد بمصرع بلطجي يدعى محمود صلاح بائع خضار متجول في مدينة دمياط، ويقيم بقرية عزبة اللحم مركز دمياط على يد ابن صاحب مخبز شهير بدمياط .
وتم إلقاء القبض على المتهم "علي اللبان" وتم عرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وكشفت التحريات أن المتوفى قد اعتدى على عمال المخبز، وعلى المتهم مطالبا بمبلغ مالي بدون وجه حق وحاول قتل "نجل صاحب المخبز" مستخدما سلاح خرطوش كان يحمله، حيث خرجت رصاصة عن طريق الخطأ واستقرت في جسد البلطجي ولقى مصرعه متأثرا بجراحه.
وجددت اليوم النيابة العامه حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيق.