شهدت العلاقات بين مصر والبلدان العربية والأوروبية حالة من الزخم الكبير في تطويرها، خاصة منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، حيث حافظ كل من البلدين على توطيد العلاقات، لتنتقل العلاقات مما يمكن وصفه بالجمود إلى التوافق والتعاون الوثيق فى كل المجالات عقب ثورة 30 يونيو 2013.
ففي أغسطس 2019، شهد جولات مكوكية خارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لتوطيد العلاقات بين البلدان العربية والأوروبية، فضلًا عن تحقيق مصر العديد من المكاسب الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.
استعادة المكانة الاقتصادية
فكانت البداية، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في انطلاق فعاليات أعمال قمة الدول الصناعية السبع الكبرى بمدينة "بياريتز" بفرنسا، والمعروفة إعلاميًا بـ"G7"، وتعد من أكبر الفعاليات الدولية بمشاركة عدد كبير من بلدان العالم وعلى رأسهم مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث العديد من الملفات والقضايا التي تثير الرأي العالم، وعلى رأسها ملف عودة روسيا للمجموعة، وحرائق غابات الأمازون وغيرها.
وتأتي مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مجموعة الدول السبع، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، كما تعد زيارة الرئيس لفرنسا من أهم المكاسب المصرية في هذه القمة، حيث تعد فرصة جيدة لإمكانية الترويج للوضع الاقتصادى لمصر وإظهار ما حدث من نهضة ونجاح مصر في تطبيق أفضل برنامج للإصلاح الاقتصادي شهد له العالم، خاصة أن حرص فرنسا على مشاركة الرئيس السيسي يؤكد أن مصر استعادت بقوة مكانتها الاقتصادية والسياسة عالميا.
كما تناولت القمة عددًا من الموضوعات، من بينها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وسبل مواجهة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذا مكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة في أفريقيا، فضلًا عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، وتطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي.
الانفتاح على إيطاليا
وعلى هامش القمة، استقبل "السيسي" رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، لمناقشة العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق والتعاون للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، فضلًا عن التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما تطرق اللقاء إلى التعاون المشترك بين الجانبين بشأن التحقيقات الجارية فى مقتل الطالب الإيطالي "ريجينى"، حيث جدد السيد الرئيس تأكيده باستمرار الجهود للكشف عن ملابسات القضية للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما تطرق اللقاء إلى بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذا مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الصدد ثوابت الموقف المصرى القائم على التوصل لتسوية سياسية في ليبيا تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، وتمنع التدخلات الخارجية في ليبيا، مع دعم دور مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطني الذي يقوم بمحاربة الاٍرهاب والمليشيات المسلحة، بهدف تلبية طموحات الشعب الليبي الشقيق نحو عودة الاستقرار والأمن.
التقارب العربي والأفريقي
وحظيت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقمة الدول الصناعية السبع بمكانة مرموقة في الجدول الرئاسي المصري، خاصة وأنه استقبل عدد كبير من رؤساء الدول العربية والأفريقية، حيث التقي رئيس رواندا "بول كاجامي"، ورئيس السنغال "ماكي سال"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، ورئيس بوركينا فاسو "روك كابوري"، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية "موسى فقيه".
وياتي ذلك بهدف التنسيق والتشاور قبل بدء أعمال القمة، والتوافق على الرسائل العامة التي سيتم طرحها، وبحيث تتحدث الدول الأفريقية المشاركة بصوت واحد متناغم خلال أعمالها، لإيصال رسالة قوية بشأن التحديات التي تواجه دول القارة وسبل معالجتها، والتعبير عن المواقف المشتركة للقارة الأفريقية خلال مختلف الفاعليات واللقاءات، والتي سيتم إثارة بعضها في كلمة مصر الافتتاحية بالنيابة عن القارة.
علاقات تاريخية
ليس فقط ذلك، وأنما التقى الرئيس بالمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، لمناقشة أخر التطورات في ملف العلاقات الخارجية بين البلدين وما جلب له من تطورات إيجابية مستمرة والتزام مشترك بتطويرها في جميع المجالات ذات المنفعة للبلدين والشعبين الصديقين.
كما تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثلاثي بين البلدين في أفريقيا، في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، ومبادرة شراكة أفريقيا مع مجموعة العشرين، التي طرحتها ألمانيا عام 2017 وتستضيف اجتماعاتها السنوية ببرلين.
وشهد اللقاء كذلك التباحث حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، مثل سبل تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتطورات الأوضاع السياسية في عدد من دول المنطقة، وعلي وجه الخصوص القضية الليبية، حيث تم تبادل وجهات النظر والرؤي حول سبل تحقيق التسوية السلمية ومكافحة الاٍرهاب في ليبيا".
الوضع العربي والإرهاب
وناقش السيسي مع نظيرة الأمريكي دونالد ترامب، ملف مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية، حيث أكد السيد الرئيس دعم مصر لجميع الجهود المخلصة التي تهدف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يسهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة تستفيد منها جميع شعوب المنطقة.
كما توافق الرئيسان على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في ليبيا وسوريا، وأكد السيد الرئيس في هذا الصدد أن دعم المؤسسات الوطنية وترسيخ تماسكها من شأنه المساهمة في الحفاظ على وحدة الدول التي تعاني من أزمات وصيانة مقدرات شعوبها وإنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التي عانت منها هذه الشعوب الشقيقة على مدار السنوات الأخيرة.
الملف الاقتصادي المصري الفرنسي
وأخيرًا على هامش القمة، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليتطرق الحديث إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة على المستوى الاقتصادي، كما تناول اللقاء استعراض العلاقات الأفريقية الفرنسية، في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وكذا تطورات الأزمات الإقليمية والقضايا الدولية، ومن بينها جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية.
كما تم تبادل الرؤي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث توافقت وجهات نظر الرئيسين حول تضافر الجهود المشتركة الثنائية بين مصر وفرنسا وايضاً الدولية سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا علي نحو يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ علي المؤسسات الوطنية للدولة، وكذا مواردها، ويحد من التدخلات الخارجية.
السيسي في التيكاد
وغادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، فرنسا عقب الانتهاء من فعاليات أعمال قمة دول السبع الكبار، متجهًا إلي اليابان للمشاركة في القمة السابعة للتيكاد بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقى وعضوًا فاعلًا على الساحة الأفريقية خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقى وجهودها الرامية إلى تدعيم التكامل الأفريقى في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا، وتحسين بيئة الاستثمار.
وتعقد قمة التيكاد السابعة تحت رئاسة مشتركة للرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، حيث إن اليابان مهتمة بتعزيز التعاون الثلاثي مع القارة الأفريقية، ليس فقط ذلك وأنما القمة تحقق العديد من المكاسب من رئاسة الاتحاد الأفريقي.
حيث تدعم مصر العديد من مشروعات الطاقة في القارة السمراء بما تمتلكه من خبرة فنية في إقامة المشروعات في أفريقيا وما تمتلكه اليابان من خبرة تكنولوجية، كما تستفيد القمة من خلال تدريب العديد من الكوادر الأفريقية، فضلًا عن إقامة العديد من المشروعات التي تخدم الأفارقة.
بالإضافة إلي توفير للجانب الياباني كل ما تمتلكه مصر من خبرات لتطبيق المشروعات التنموية الكبرى في القارة السمراء، ليس فقط ذلك وأنما مصر كانت من أوائل الدول التي تمكن من القضاء ومكافحة فيروس سي، وهذه الخبرة من المؤكد أنها ستفيد القارة الأفريقية.
علاقات الراسخة
واليوم وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولاته المكوكيه إلي دولة الكويت في زيارة رسمية للبلاد يجري خلالها مباحثات رسمية مع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وتعد زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت الزيارة الثالثة لدولة الكويت، وتستغرق يومين حيث يصل الرئيس السيسي إلى الكويت مساء الغد كما يكون في استقبال الرئيس السيسي أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وتبدأ جولة المباحثات الرسمية الأحد، وتتناول المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير الكويت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما يجرى توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت خلال الزيارة.