لم يكن يدرك أشرف ماهر، المواطن المصري المقيم في ليبيا، ما سيصيب حاله من اضطراب، فبدأ يومه حاملاً أدواته كعادته يُهيىء نفسه لرؤوس حان وقت حلقها، وذقون تحتاج للتهذيب، كونه حلاّق ماهر، قبل أن تأتي قوة من الشرطة الليبية لتقف أمام المحل الذي يعمل به، ملقين القبض عليه وسط ذهول من الجميع.
دقائق معدودة تم فيها اقتياد الشاب ذا الـ٢٧ عامًا، من المحل الذي يعمل به، حتى سيارة الشرطة واختفائه بعدها، بحسب رواية أحمد ماهر، شقيق المختفي لـ"بلدنا اليوم".
بدأ الأمر حينما شعرت أسرة أشرف، المقيمة في منشأة الأوقاف، في محافظة الغربية، بالقلق حينما انقطعت اتصالاته منذ منتصف الشهر الماضي، فأسرعوا إلى سؤال أصدقائه في العمل وصاحب محل الحلاقة، ليخبروهم بما حلّ به، مؤكدين أنهم لا يعلمون عنه شيء من ساعة القبض عليه.
تابع: "أخويا سافر لليبيا للعمل بها من ٢٠١٤ بشكل قانوني وبأوراق سليمة، وطوال الـ ٥سنوات معروف بين أهالي منطقة سيدي خليفة، في بني غازي بالأخلاق الحسنة وحسن السلوك، فمحتاجين حد يقولنا هو اتقبض عليه ليه؟".
ولم تظل أسرة أشرف مكتوفة الأيدي أمام مصابهم الأليم، بل بدؤا في التحرك بإرسال شكوى إلى وزارة الخارجية، لمساعدتهم في معرفة مكان نجلهم، فضلاً على بعث نداء استغاثة إلى المركز القومي لحقوق الانسان، ولكن دون جدوى، "لحد الآن محدش اهتم بشكوانا، فلا حياة لمن تنادي، أخويا دة روح محتاجة ننقذها".
كما بعثت والدة أشرف، صباح غانم، برقية استغاثة الى الرئيس عبدالفتاح السيسي، تخاطب فيه مشاعر الأبوة التي يكنّها لكل المصريين وخوفه عليهم، ودفاعه عنهم في بقاع الأرض، قائلة:" أملي في مساعدتي وفتح طاقة نور في معرفة مكان وجود ابني، وعودته الى حضني، رحمة بي سيادة الرئيس".
وطالب أحمد ماهر، الرئيس السيسي، بالنظر في شكواهم، والوقوف بجانبهم لمعرفة أي معلومات يستدلون من خلالها على أشرف، "عايز اعرف مكان اخويا واعرف ممسوك ليه، لأن أسرتنا بتعيش حالة حزن، ووالدي ووالدتي كبار في السن، دموعهم مش بتجف على غياب آخر العنقود".