في اليوم العالمي للتصوير، لم يغب عن بال الجميع كادر السيدة الريفية التي تقف منتصبة القامة بجلباب بسيط، وهيئة متزنة تصاحب ملامحها التي كانت تضارع براءة طفل يُهلل فرحًا، تلقي نظرة بابتسامة واعدة لولدها أحمد حجازي، الذي تخرّج من جامعة طنطا، والذي أحب أن يهدي عائلته ألبوم محبة، فقرر توثيق مشهد سعادة والدته به في زي تخرجه، بجلسة تصوير، لتصبح تريند وحديث الجميع.
فبعد سنوات من الكد والتعب لآمنة عبد المطلب، في مشوارها مع أحمد وإخوته، أراد أن يرد الجميل فاختار "سيد وأشرف" حلواني، وهما مصورين فوتوغرافيا، تحضير "فوتوسيشن"، لإدخال السعادة على قلب والدته.
"أحمد كلمني، وطلب مني اعمله سيشن بيجمعه مع عائلته، ورغم إن الفترة الحالية يعتبر موسم للأفراح، فكل تركيزنا منصب على العرسان، لكني اهتميت بيه لأني شعرت بسمو هدفه من الموضوع، فحددنا موعد"، هذا ما قاله سيد الحلواني لـ "بلدنا اليوم".
شغف حجازي ونيته الصادقة، كانتا الحافز لموافقة الأخوين حلواني، لتصوير "الفوتوسيشن"، فلم ينظرا للعائد المادي الضئيل الذي سيحصلان عليه، بل كان هدفهم أكثر مروءة "بنحاول نبسط الناس باللقطة الحلوة، فحجزت له لتحقيق ده"، وتم اختيار مكان للتصوير يبرز جمال الصور التي سيتم التقاطها، فكانت حديقة في مدينة السنطة بمحافظة الغربية، وبدأ أشرف الحلواني، في تسجيل ذكريات تجمع أحمد بعائلته، حتى جاء دور الصور الخاصة بعامود بيت حجازي.
حرصت السيدة التي شارفت على الستين، في صورها مع نجلها على التجهم دون محاولة لإظهار مشاعرها، حتى لا ينكشف سرّها، "كانت داخلة علينا مش بتضحك، ومع التقاط الصور مبينتش أي رد فعل ولا كانت بتضحك، ولما سألتها جاوبتني "علشان سناني واقعة"".
منذ تلك اللحظة وقع أشرف الحلواني، أسيرًا في حب آمنة لعفويتها الغير معهودة، فصمّم على إقناعها لإتقان ضحكتها دون خجل، حتى خضعت له، "أنا عيني دمعت وأنا بصورها، ومكنتش عايز أخلص السيشن، من ضحكتها وروحها الحلوة ومن نظراتها لابنها وهو بيلبس الروب والشابو، فاستغليت المشاعر الجميلة النابعة من القلب للخروج بصور لن تنسى طوال العُمر".
حينما أخبر أشرف أخيه سيد، بنتيجة الفوتوسيشن عائلة حجازي، وبطلتها الأم، توقع سيد، أن تثير ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما حدث فاق توقعاته، "حرصت على وضع العلامة المائية على صور أحمد ووالدته، لتوقعي أنها ستجلب ضجة كبيرة وإعجاب الجميع، ونشرتها على صفحتنا الرسمية على مواقع التواصل وصفحتي الشخصية، كونها من الأعمال المبهجة التي نفخر بها، لأفاجأ بأن الفوتوسيشن بقى ترند، ممزوج بكمية احتفاء واعجاب مكنتش متخيله".
اقتحمت آمنة، قلوب كل من مرّ على صور "الفوتوسيشن"، بصدقها وضحكتها المشرقة استطاعت أن تكون حديث المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، في غفلة من صاحب الصورة ومصورها، "أحمد نفسه بقى يكلمني ومش مستوعب اللي بيحصل له بعد نشري للصور، من تهافت وسائل الإعلام علشان يكلموه ويعرفوا قصة إسعاده لوالدته، ومواقع التواصل اللي نشرت الصور في كل حتة، هو فعلا كأنه حلم".
رغم ما جلبته الصور من سعادة لكل من شاهدها، إلاّ أن صانعيها لم تمسّهم بعض منها، "زعلنا أنا وأخويا لأن فيه أشخاص نشرت الصور من غير ما تنسبها لينا، وناس تكتبت عليها اسماء مصورين تانيين، فحسينا بالخذلان".
وسرعان ما قام سيد، بإخراج صك التوثيق، ونشره على صفحاتهم بالسوشيال ميديا، "نزلت صورة أخويا مع أحمد ووالدته، لأني حبيت أظهر إن ده الشخص الحقيقي اللي تعب علشان الصور تبقى حلوة بالشكل دة، وكمان أحمد نفسه عمد إلى نشر توضيح على صفحته لتصحيح المعلومة عند الناس، ومدرب التنمية البشرية حسام هيكل، ضاف اسمنا على البوست اللي كتبه عن السيشن لما عرفنا".
يحب الأخوين حلواني التقاط الصور، ومساعدة الجميع في تخليد مناسباتهم في صورة وفيديو يصنع حالة مختلفة من الإبداع، "على طول بنحاول نجدد في شغلنا، وبنبتكر أفكار مختلفة، وخاصة الفيديوهات كونها وسيلة رائعة في جذب إعجاب المتابعين".
ومع ما يشعر به سيد من ندم لنشره فوتوسيشن حجازي في هذا التوقيت الذي تمتلىء أجندة عمله بمناسبات الأفراح، فكان الأولى نشره في شهور تقل بها العروض، حتى تنتعش أجندته بالمناسبات الأخرى فيكثر الطلب عليه، إلاّ أن سيل الدعوات الربانية التي يتابعها مصاحبة نشر صور حجازي في الصفحات المختلفة، كانت العوض الكبير له، "الأهم عندي فرحة الحاجة آمنة ودخلنا على قلبها البهجة، وكمان دعواتها المستجابة بدليل اللي ابنها بيعيشه، علاوة على إهداءنا الحب بالدعوات اللي بنقرأها في كل صفحة تنشر الصور، وكأنها برد وسلام من غرباء طيبين".