تهتم الدول المصرية، في الآونة الأخيرة، بتصدير العقار المصري، لإدراكها بأهميته في جذب أكبر عدد من الاستثمارات الأجنبية لمصر، وتوفير لخزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة قدرها بـ5 مليارات دولار فى العام الواحد.
وتعمل مصر على المشاركة في المعارض الدولية الخارجية، للترويج للإصلاحات الاقتصادية المصرية بشكل عام، وتسويق المشروعات الجديدة فى مصر، تروجيًا وتصديرًا لتلك العقارات وتشجيع لسكان الدول الأوروبية القدوم لمصر.
ومن جانبه، قال إبراهيم نجم، نائب رئيس الجالية المصرية في الصين، إن فكرة تصدير العقار المصري، من أهم الملفات التي بدأت الحكومة تعمل جاهدة خلال الفترة الماضية عليها لزيادة مبيعات العقارات للأجانب، لافتًا إلى أن العقار أصبح من أهم السلع الإستراتيجية والتي تعمل على زيادة الاستثمارات وتوفير العملة الصعبة.
وأضاف نجم، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من الصين، إلى أن تصدير العقار سيحظى بقبول واسع لدي المجتمع الصيني، خاصة بعد إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة، كمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، موضحًا: "هناك العديد من المستثمرين الصينيين في انتظار اكتمال مشروع العاصمة الإدارية الجديدة تحديداً و تخصيص منطقة للصينيين، ليبدؤا بعدها في التحرك كمجموعات لها قوة شرائية كبيرة للاستفادة من ميزة الشراء الجماعي، حيث مازال المواطن الصيني يفضل العيش في تجمعات و احياء خاصة بهم، ولدي بعض الأصدقاء لديهم الرغبة في شراء العقار المصري".
ولفت نائب رئيس الجالية المصرية بالصين، إلى أنه على رغم ميزة الأسعار التنافسية للعقار المصري، لكن مازال ينقص الحكومة التسويق الجيد داخل الصين، مستطردًا: "منذ حوالي ٨ أشهر، حضرت شركة إعمار لإقامة معرض ترويجي لمنطقة سكنية جديدة بمدينة دبي، و قد لقي هذا المعرض رواجاً و قبولا لدي المجتمع الصيني، والآن مع زيادة أعداد الصينيين المقيمين بمصر، و تضاعف عدد الصينيين المهتمين بالاستثمار خارج الصين، أصبح من الضرورة جذب هؤلاء المستثمرين لمصر بدلاً من خروجهم لأي دولة أخرى".
ونوّه إلى أن توفير العقار المصري، سيسهم في دعم خطط جذب المستثمرين، ليس من الصين فقط إنما من مختلف دول العالم.
دراسة السوق الأوروبي
قال بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أولت اهتمام كبير لكافة القطاعات، وعملت بقوة على النهوض بكافة المجالات، وكان من بينها قطاع العقار.
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من النمسا، أن مصر في عهد السيسي حققت نجاحات كبيرة في مجال العقار، الذي كان في مقدمته إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة والتي تم تصميمها لتنافس أحدث وأرقى المدن في العالم، وكذلك إقامة العديد من المدن الجديدة التي تضاهي في تصميمها وروعتها العديد من المدن في القارة الأوروبية منها المنصورة الجديدة، ومدينة العلمين وغيرهما من المدن.
وذكر أنه بحكم إقامته في أوروبا منذ ما يقترب من ربع قرن، يؤمن أن هناك العديد من الأوروبيين فضلاً بكل تأكيد عن المصريين والعرب يعشقون مصر عشقا هائلا ومنهم يرغب في امتلاك وحدات سكنية في مصر.
وألمح مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إلى ضرورة التميُّز في تسويق العقار المصري في الخارج، والذي يشكل نوع جديد من الاستثمار، منوهًا إلى أهمية الإعلانات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت إحدى أسرع سبل التعريف بالمنتجات وتسويقها، وتلجأ لها العديد من الشركات لتسويق منتجها العقاري.
وشدد على ضرورة دراسة السوق الأوروبي بشكل موضوعي، لضمان تقديم عروض منافسة خاصة بالعقار المصري خاصة أن السوق الأوروبية مفتوحة وترحب بتلك المنافسة الشريفة التي تعود بالفائدة على المستهلك.
وطالب العبيدي، بالاعتماد في تسويق العقار المصري على المتخصصين في مجال التسويق من الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج، حيث أنهم الأقدر على فهم طبيعة السوق والعقلية الأوروبية.