قال الدكتور أيمن السيد سالم أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني جامعة القاهرة، إن مصر قطعت شوطا كبيرا في عدوى والتهابات الجهاز التنفسي وخاصة في أبحاث الدرن، حيث أدى ذلك إلى خفض معدلات الإصابة بالمرض بفضل وسائل التشخيص والعلاج الحديثة، مشيرا إلى أنه شارك في المؤتمر السنوي الـ19 لأمراض وحساسية الصدر الذي أقيم في محافظة بورسعيد، وقدم ورقة عن الجديد في تشخيص الدرن.
وأوضح الدكتور أيمن سالم، أن الدرن أو السل، هو عبارة عن ميكروب مُعدي، ومعروف منذ قدم التاريخ، ووجدت حالات عند فراعنة مصر القديمة حيث ظهرت آثار السل في العمود الفقري لمومياواتهم، مضيفا أنه يصيب العديد من المصريين بسبب سوء التهوية، ومخالطة المرضى عن قرب.
وأكد أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني، أن مصر طبقت برنامج جيدا لتشخيص وعلاج الدرن منذ عدة عقود، ونجح البرنامج المتخصص في خفض نسبة العدوى السنوية انخفاضا كبيرا، مشيرا إلى أن البرنامج طبق لوسائل الحديثة للتشخيص وعلاج الدرن.
وقال الدكتور أيمن سالم، إن تشخيص الدرن أو السل، يحتاج إلى مراجعة أعراض المرض وشكوى المريض، وتتمثل الأعراض في كحة تطول لأكثر من أسبوعين ولا تستجيب للعلاجات الأولية وقذ يظهر بصاق "بلغم مصحوب بدم"، كما قد يكون الدم شديدا في شكل كحة، ومع الحالات الشديدة قد تحدث مع نزيف رئوي.
وأشار الدكتور أيمن سالم، إلى أن التشخيص يعتمد على إثبات وجود ميكروب الدرن في تحليل البصاق بالمعمل، حيث تؤخذ ثلاث عينات ويتم تحليلها جميعا لتأكيد التشخيص، وهناك أجهزة حديثة وفرتها وزارة الصحة المصرية في جميع المحافظات، ونلجأ إليها إذا كانت نتائج البصاق سلبية مع اشتباه في وجود المرض بالأشعة العادية.
ونوه رئيس قسم الصدر بطب قصر العيني، بأن الأجهزة الحديثة تنجح في التعرف على الميكروب من تكوين الحمض النووي في نواة الخلية ويستغرق حوالي ساعتين فقط، وهناك تحليل آخر يعيد تكوين الحمض النووي ليتم التعرف على ميكروب الدرن بسهولة، وهذا يستغرق عدة أيام، موضحا أن هذه الطرق التشخيصية هي الأحدث بالعالم؛ ولكن يمكن اللجوء أيضا إلى مزرعة بكتيرية وتأخذ وقت أطول قد تصل إلى عدة أسابيع.
وحول أهم العلاجات للتداوي من مرض السل أو الدرن، أوضح الدكتور أيمن سالم، أن العلاج يتكون من مضادات حيوية نوعية محددة الفعالية ضد ميكروب الدرن وهي أربعة مضادات حيوية يتم تناولها في شكل جرعة واحدة يوميا، مع فيتامين ب، كما أن هناك أنواع من ميكروب الدرن يقاوم المضادات الحيوية، وهنا يتغير العلاج حسب نتيجة المزرعة البكتيرية وكذلك حسب نتيجة الاختبار التشخيصي السريع الذي يستغرق نحو ساعتين.