كشفت وسائل الإعلام الغربية خلال الأيام الماضية، مقتل حمزة بن لان نجل مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، في غارة جوية، في عملية نفذتها المخابرات الأمريكية، ولم يقدم المسؤولون عن العلمية أية معلومات حول مكان وزمان وفاة حمزة بن لادن.
وعلى ضوء ذلك قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق، أنه من المرجح أن يكون حمزة بن لادن قد قتل داخل منطقة جبلية في شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية، بترتيبات من الظواهري نفسه، بهدف الخلاص من وجوده ومنازعته المستمرة مع الظواهري في قيادة التنظيم.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد خصصت مكافأة قدرها مليون دولار للحصول على معلومات حول مكان وجود حمزة بن لادن، وكان من المتوقع أن يصبح حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم "القاعدة"، زعيما للتنظيم خلفا لأيمن الظواهري، في ظل وجود تيار كبير يدعم حمزة بن لادن ويرغب في الخلاص من الظواهري بشكل تام.
وأشار "عمرو فاروق" أنه وفقاً للوثائق المسربة والمعنية بتفاصيل خلفاء الظواهري في قيادة التنظيم حال وفاته، لم تتضمن اسم حمزة بن لادن في قائمة المرشحين لخلافة الظواهري نهائيا، ما يعني أنه مستبعد بتكليف من الظواهري، الأمر الذي أثار استياء عدد من قيادات تنظيم القاعدة.
وقيادات تنظيم "القاعدة"، طالبت "الظواهري"، بالتنحي عن قيادة التنظيم أكثر من مرة على مدار السنوات الماضية، وإفساح المجال للقيادات الشابة، وفي مقدمتهم حمزة بن لادن، خاصة أن قيادات التنظيم ترى أن الظواهري، لا يملك الكاريزما الخاصة باستمراره في سدة القيادة، في ظل المتغيرات التي شهدتها الساحة العالمية، وزيادة الانشقاقات داخل "القاعدة"، على مدار السنوات الماضية، واتهمت قيادة "القاعدة" الظواهري، بأنه لم يترك أية بصمات حقيقية داخل التنظيم، وفشل بشكل كبير في استقطاب الأجيال الجديدة.
وكان الظواهري يعلم أن هناك محاولة للانقلاب عليه، خطط لها عناصر من قيادات الصف الأول والثاني، داخل تنظيم "لقاعدة"، من بعض فروع الموجودة في بلاد المغرب الإسلامي، وجزيرة العرب، بهدف الإطاحة به رئاسة التنظيم وتقديم حمزة بن لادن مكانه.
وأكد فاروق،أن تنظيم "القاعدة" مر بحالة شديدة من الانشقاق والاختلاف، خلال محاولة الدفع بحمزة بن لادن، للمشهد، ليكون بديلا قويا لأيمن للظواهري، وأن الكثير من قيادات تنظيم القاعدة، كان لديهم ميل للخلاص من الظواهري، باعتبار أنه لم يستطع السيطرة على التنظيم، وأنه أصبح عجوزاً لا يملك القدرة على اتخاذ القرار.
ولم يصدر عن تنظيم "القاعدة" أي تأكيد أو نفى لمقتل حمزة، بينما يشير أحد المسؤولين الأمريكيين إن تنظيم "القاعدة" أبقى نبأ مقتله سراً خشية أن يضر ذلك بعمليات جمع الأموال.
وأطلق على حمزة بن لادن، المدرج على لائحة الإرهاب الدولي، بين المؤيدين له اسم "الأمير"، ويكنى بـ"أبي معاذ" بعدما تعزّزت مكانته في أوساطهم.
وترتيب حمزة هو الـ15 بين إخوته الـ20، وهو الثمرة الوحيدة من زواج أسامة الثالث من الدكتورة خيرية صابر، من بين زوجاته الخمس، والذي تمَّ في عام 1987 بعد طلاق بن لادن لزوجته الثانية خديجة شريف، بعدما أنجبت له 3 أولاد.
وأضاف"الباحث في شؤون الحركات الاسلامية" أن حمزة كان مع والده في أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث انتقل ووالدته وبعض أفراد الأسرة، وأقاموا في جلال أباد في إيران، وذُكِرَ أنّه غادرها بداية شهر يناير 2011، وفيما لم يحدد المكان الذي قصده حمزة، التحقت والدته خيرية بزوجها أسامة، حيث كانت متواجدة معه لحظة الهجوم الذي تعرّض له على أيدي فريق النخبة في البحرية الأميركية فجر 2 مايو 2011 أثناء تواجده في "مجمع أبوت أباد"، شمال غرب باكستان، ما أدّى إلى مقتله مع عدد من أفراد عائلته وجرح آخرين واعتقال عدد منهم.
فيما كانت أوّل رسالة صوتية بُثّت له عبر أحد المواقع التابعة لـ"القاعدة" يدعو فيها أتباع التنظيم في كابول وبغداد وغزّة إلى "إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وفي أغسطس 2015، رُصِدَتْ رسالة صوتية نُسِبَتْ إلى حمزة دعا فيها إلى شن هجمات ضد أمريكا وإسرائيل، مبايعاً الملا عمر زعيم حركة "طالبان"، آنذاك، ومشيداً بجهود زعيم "القاعدة" في جزيرة العرب ناصر الوحيشي "أبو بصير"، الذي كان يشغل منصب السكرتير الخاص لأسامة بن لادن، وقُتِلَ بغارة طيارة من دون طيّار في مدينة مكلا ، شرق اليمن، في 12 يونيو 2015.
وكانت نشأت تنظيم "القاعدة"، جرت إثر عدّة اجتماعات بين أسامة بن لادن ومجموعة من أبرز قادة "الجهاد الإسلامي المصري" مثل سيد إمام الشريف، وأيمن الظواهري، وعبدالله عزام، حيث اتُّفِقَ على توظيف أموال بن لادن مع خبرة "منظّمة الجهاد الإسلامي"، ومواصلة الجهاد في مكان آخر، بعدما انسحب السوفيات من أفغانستان.
وبتاريخ 20 أغسطس 1988 تمَّ التوافق على أنْ تكون "القاعدة"، الجماعة الرسمية التي تجمع الفصائل المسلحة، وفي أبريل 2002، أصبح اسم المجموعة "قاعدة الجهاد"