بضعة أيام تفصلنا، على دخول عيد الأضحى المبارك، وتعتبر تلك المناسبة الكبيرة، ذات أهمية عظيمة في نفوس المسلمين، وقد خص تلك الأيام، بما لم يخص سواها، فهي تعتبر ذكرى لسيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما فدى الله ابنه سيدنا إسماعيل بذبح عظيم، بعد تصديقه لرؤيا الله عزوجل، حين أقدم على ذبح ولده، ومصداقاً، لتلك الذكرى العطرة، فقد سن الله للمسلمين تلك السنة، على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وإن من أهم ما يميز أيضا العيد الأضحى هو شعائره، وأهم تلك الشعائر تكبيرات العيد، حيث أن تلك التكبيرات هي سنة مؤكدة.
وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة؛ فعند المذهب الحنفي والحنبلي يبدأ وقت التكبيرات بعد صلاة الفجر من يوم عرفة (التاسع من ذو الحجة)، وينتهي بعد صلاة العصر من آخر أيّام التشريق (الثالث عشر من ذو الحجة)، بحيث تكون التكبيرات لمدّة خمسة أيّام، وعند المذهب المالكي تبدأ التكبيرات بعد صلاة الظهر من يوم عيد الأضحى، وتنتهي بصلاة الفجر من اليوم الرابع (الثالث عشر من ذو الحجة)، وعند المذهب الشافعي تبدأ التكبيرات من فجر يوم عرفة (التاسع من ذو الحجة)، وتنتهي عند غروب شمس ثالث أيام التشريق (الثالث عشر من ذو الحجة)، والمأثور من صيغ التكبير (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وهناك زيادة وهي (الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلا، وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه وسلٌم تسليماً كثيراً).