استكملت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فعاليات الندوات العلمية التي تُقام للطلاب الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية.
وأعرب الدكتور صلاح العادلي أمين عام الهيئة، في افتتاح الندوة الرابعة التي حملت عنوان "بلسان عربي مبين... اللغة العربية وأثرها في فهم النصوص الشرعية"، عن خالص تقديره لشيخ الأزهر الذي يولي اهتماما خاصا بالطلاب الوافدين ويحرص على تثقيفهم لغوياً وشرعياً وعلمياً، مؤكداً أن هذه الندوة تهدف للربط بين العلوم العربية والشرعية وتقيم جسور التواصل بين كافة الشعوب من خلال لغة الجمع والاتحاد اللغة العربية، مضيفا أن الأزهر بحفاظه على اللغة العربية يسهم في قيادة الأمة الإسلامية ويُخرّج شبابا في السن شيوخا في العلم لأن اللغة تكسب صاحبها خبرات متراكمة.
لغة القرآن
وأشار الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن اللغة العربية سهلة واضحة وقد اختارها الله لتكون لغة القرآن لبساطتها ووضوحها وأن عدم فهمها يؤدي إلى الخطأ في استنباط الأحكام الشرعية ويترتب على ذلك خطأ في التطبيق ومن هنا ينتج الغلو والتطرف، مبينا أن قواعد اللغة العربية هي صمام الأمان لفهم النصوص الشرعية وبدونها لا يمكن فهم النصوص الشرعية، وما نراه اليوم من إشكالات التطبيق فهو من أسبابه الجهل باللغة العربية.
وأكد الهدهد أن الأزهر يؤكد على ضرورة تعلم اللغة العربية ويوفر لها من الإمكانات كل ما يملك لأنها الحافظة لتراثنا وللوحي القرآني والنبوي.
سر اللغة
واستكمل الدكتور محمود توفيق سعد أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر أنه حال توقف الفهم عن إدراك سر اللغة العربية فإن الأمور تختلط ولذلك كان علماء الشريعة يحرصون على تعلم اللغة العربية كما يتعلمون قواعد العلوم الشرعية حتى يتمكنوا من استنباط الأحكام التي تناسب زمانهم وهو ما يمكن أن نطلق عليه إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فالتجديد لن يكون إلا بفهم اللغة العربية التي صيغ بها الوحي.
وأوصي توفيق، الوافدين بأن يكونوا صناع علم بفهمهم للغة العربية حتى يسهموا في تنوير بلادهم وهو ما يتأتى بدراسة علمي النحو والصرف الذي يساعدهم في استخراج الأحكام الشرعية.