يترقب المسلمون بجميع بلدان العالم موعد عيد الأضحي المبارك، وتتعد مظاهر الاحتفال بالعيد من أداء مناسك الحج، وذبح الأضاحي والخروج بالحدائق والمتنزهات.
"الأضحية" هي سُنة مشروعة شرعها الله للمسلم مع القدرة عن نفسه وأهله، ويأكل الإنسان منها ويطعم الجيران والفقراء كما قال تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، ومع حلول هذه المناسبة تزداد التساؤلات عن الأضحية، وما هى شروط الأضحية؟ وما موعد ذبحها؟ وكيف تقسم وتوزع؟، كل تلك الأسئلة تشغل بال المسلمين قبل أن يؤدوا سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسك ذبح الأضاحي بعيد الأضحى.
ومن خلال هذه التقرير، تسعى "بلدنا اليوم"، لتوفير إجابات لتلك التساؤلات، قبل احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.
مستحبات يجب مراعاتها
1- يجب أن يتم ذبح الأضحية بآلة حديد حادة كالسكين والسيف الحادين لا بغير الحديد; لأن ذلك مخالف للإراحة المطلوبة في قوله - صلى الله عليه وسلم - (وليرح ذبيحته).
2 - التذفيف في القطع - وهو الإسراع - لأن فيه إراحة للذبيحة.
2- أن يكون الذابح مستقبل القبلة، والذبيحة موجهة إلى القبلة بمذبحها لا بوجهها إذ هي جهة الرغبة إلى طاعة الله عز شأنه.
3- إحداد الشفرة قبل إضجاع الشاة ونحوها.
4- أن تضجع الذبيحة على شقها الأيسر برفق.
5- سوق الذبيحة إلى المذبح برفق، صرح بذلك الشافعية.
6- عرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها، صرح بذلك الشافعية أيضا.
7 - وإذا كانت الذبيحة قربة من القربات كالأضحية يكبر الذابح ثلاثا قبل التسمية وثلاثا بعدها، ثم يقول: اللهم هذا منك وإليك فتقبله مني، صرح بذلك الشافعية.
8 - كون الذبح باليد اليمنى، صرح بذلك المالكية والشافعية.
9 - عدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع أو يبين رأس الذبيحة حال ذبحها وكذا بعد الذبح قبل أن تبرد وكذا سلخها قبل أن تبرد لما في كل ذلك من زيادة إيلام لا حاجة إليها.
وللأضحية عدد من المبطلات التي يجب تجنبها عند التضحية، وتلك المبطلات تتمثل في الآتي:
عيوب لا تجوز فيها الأضحية
فأما العيوب التي لا تجزئ، فقد ذكرها صلى الله عليه وسلم في قوله: "أربع لا تجزئ من الأضاحي:
1- العور البين
وهو الذي تنخسف به العين، أو تبرز حتى تكون كالزر، أو تبيض إبيضاضاً يدل دلالة بينة على عورها المرض البين
العرج البين
وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها، هذه العيوب الثلاثة مانعة من إجزاء الأضحية، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، فلا تجزىء الأضحية بما يأتي:
ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها .
ـ المبشومة التي أكلت فوق طاقتها حتى امتلأت .
ـ المتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر .
ـ المصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر .
ـ الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة .
ـ مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين .
الشروط الخاصة بالأضحية
أما عن الشروط الخاصة بالأضحية يجب أن تكون كالتالي:
1- يجب أن يكون من الأنعام، وهى الضأن والماعز والإبل والبقر ومنها الجاموس، يجزئ من كل ذلك الذكور والإناث.
2- أن تبلغ سن التضحية، وهو أن تكون ثنية فما فوق من الإبل والبقر والماعز، أو جذعة فما فوق من الضأن.
3- لأبد أن تكون سليمة من العيوب الفاحشة وأن تكون مملوكة للذابح أو مأذونا له فيها.
موعد ذبحها
وأما موعد ذبحها، يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحي، وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجةـ أي أن أيام الذبح أربعة" يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده".
والأفضل أن يبادر بالذبح بعد صلاة العيد في الوقت ليلًا ونهارًا، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم،والذبح في النهار أولى ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل، وكل يوم أفضل مما يليه، حتي يكون أول ما يأكل يوم العيد من أضحيته.
كيفية تقسيم الأضحية وتوزعيها
استحبّ بعض أهل العلم ومنهم: الحنفية والحنابلة أن تُقسّم لحوم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث، فثُلث يكون للمضحّي وأهل بيته، وثُلث يهديه للصديق، وثُلث يتصدّق به على الفقراء والمساكين.
أمّا الشافعية فقد رأوا أنّ الأفضل للمضحّي التصدّق بأضحيته جميعها إلّا شيئاً قليلاً يأكله منها، ورأى المالكيّة عدم التحديد في كيفيّة توزيعها، فللمضحّي أن يأكل منها ما يشاء ويتصدّق بما يشاء ويهدي ما يشاء.
ودليل ذلك عموم قول الله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ)، وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (فكلوا وادِّخِروا وتصدَّقوا).