لم تمض سفينة حياته كما يتمنى، فأصيب بمرض نادر وراثي ناجم عن شذوذ جيني "مرض الفيل" تسبب له في ألم ساد حياته اليومية، كسائق ميكروباص.
الشاب محمود ماضي أبوزيد، ابن حي حلوان، صاحب الـ 35 سنة، والذي يزن 500 كجم، مقيم بشارع الداير الشرقي بمنطقة كفر العلو، يعاني من صعوبة نقله للمستشفى وعدم قدرته على الحركة، فبعد أن كان يعيش في يسر وسعادة ويوفر لأسرته كل احتياجاتها، أصيب بداء الفيل فانقلبت حياته رأسا على عقب وتحولت إلى جحيم لا يطاق.
وقال محمود ماضي أبو زيد في حواره لـ"بلدنا اليوم"، "استغثت أكثر من 8 أشهر بعد تطور المرض لدي، وأنا لا أجيد القراءة والكتابة ولكن كل ما فعلته هو نشر صورتي على صفحات التواصل الاجتماعي بكتابة رقم تليفوني واسمي، أعلى الصورة فهناك من ساعدني وهناك من تعاطف مع حالتي".
وذكر"محمود"، أنه فوجئ بوجود القوات الأمنية، أسفل منزله كي يحملوه ولكن لم يستطيعوا فاضطر الدفاع المدني لكسر شرفة المنزل "البلكونة" عن طريق ونش وسيارة إسعاف، لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفا أن كل ما حدث كان دون علمه.
واصل: "ذهبت الى مركز "أيدن" وتابع معي دكتور جورج، وطلب مني المركز مبلغ 80 ألف جنيه، لم أستطيع إحضارهم وأيضاً خصص لي شراب طبي قدره 12 ألف جنيه فعدت إلى منزلي حتى تطور المرض وحاليا من يتابع حالتي هو نفس الدكتور الذي تابع معي من البداية في المركز".
وتابع "محمود": "محدش بيسأل عليا حتى ولو كان أخي مع العلم أن أخي "سامح" يعمل "استورجي"21عام، يعاني من نفس المرض ولكن ليس بنفس الشكل الذي أعاني منه، ولدي أخ و أخت ولكن لا يعانوا من أي مرض، ولدي زوجتي هي فقط من ترعاني بعد الله وتقوم بكل احتياجاتي".
وبسؤال أحد جيران المريض عم "عماد" قال: " أعرف محمود من بداية مجيئه إلى هنا وأعرف والدته قبل أن تتوفى وكانت تعاني أيضاً من نفس المرض ولكن توفيت ومحمود يعمل سائق على عربية "ميكروباص" وتساعده زوجته".
وبسؤال "حنان الفقي" خالة المريض أضافت: "أنا كنت الفترة الأخيرة بجانبه أنا وزرجته بعد تطور المرض قبل شهر رمضان الماضي من سبعة أشهر تقريباً حتى استغاث محمود بالمسؤلين".
وتابعت: "فوجئنا بظهور المرض لديه مبكرا بهذا الشكل لأن سن محمود صغير عن المرض وهو 35عام وظهر لأمه قبل ما تتوفى، ولاحظنا أنه لم يعد يتحرك حتى لدخوله دورة المياه وزوجته كانت تراعي وتقضي له كل ما يحتاج إليه على أكمل وجه وخاصة أنه كان يرتدي "حفاضة" بسبب عدم استطاعته التحرك وكان لا يظهر من جسده سوى رأسه فقط ويقضي أيامه ليلاً ونهاراً على الأرض".
وقالت زوجة المريض "رجاء": "محمود هو كل شئ بحياتي بعد ربنا ولا أحد يسأل علينا حتى أخوات زوجي أنا من أقوم بكل واجبات زوجي ولا أطلب سوى شفاءه فقط من الله، زوجي نشر حالته بكل صفحات التواصل الأجتماعي للاستغاثة بكل البشر حتى يستجيب له من يقدر على مساعدته من قبل المسؤولين ولم يستجب له أحد إلا بعد 7 أشهر من تطور المرض، وبالفعل يوم الجمعة الموافق 18-7-2018 جاءت سكرتيرة محافظ القاهرة وتحدث معنا أكثر من ساعتين من أجل نقل زوجي إلى المستشفي وبالفعل تم نقل زوجي".