تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ67 لثورة 23 يوليو 1952، تلك الثورة التي قضت على طغيان البريطانيين واستبداد السلطان وأطاحت بنظام الملكية ليبدأ معها نظام حكم جديد "الجمهورية" مع تولي أول رئيس للجمهورية إدارة شئون البلاد.
وحرصت "بلدنا اليوم" على إجراء لقاء مع أسرة أول رئيس جمهورية في مسقط رأسه بقرية "النحارية" سابقا، محمد نجيب حاليا، والتابعة لمركز كفر الزيات في محافظة الغربية لكشف لمحات عن حياته قبل فترة حكمه وعلاقته بالثورة وفترة اعتقاله.
يقول عباس يوسف قشلان ضابط متقاعد، أحد أحفاد "محمد نجيب"، إن جده ولد 1896، في أسرة متوسطة الحال لأب مصري وأم سودانية، التحق بالجيش وشارك في حرب فلسطين ٤٨ ونجح مع زملائه الضباط الأحرار في الإطاحة بالحكم الملكي وتحويل مصر لحكم جمهوري، ومن ثم تم اختياره من قبل زملائه لتولي رئاسة الجمهورية نظرا لأنه كان أكبر الضباط الأحرار شعبية عند المصريين، كما أنه كان أعلاهم رتبة، متابعا أن جده من أكثر الشخصيات التي تعرضت للظلم عقب ثورة ٢٣ يوليو بعد تجاهله وعزله من منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية في عام 1984 م.
وتابع "قشلان" أنه بعد توليه الحكم، وعلى الرغم من انشغاله، إلا أنه لم يترك مناسبة أو عيدا إلا شاركه مع أسرته في منزله البسيط، مضيفا أن له العديد من المواقف الإنسانية سواء مع أسرته أو مع أهل قريته، ومن ضمن هذه المواقف أنه كان يمتلك قطعة أرض قام بتوزيعها على أسرته، وترك منزله لأحد أبناء عمومته وفي أحد المرات أثناء زيارته لعائلته علم بوقوع حادث حريق في إحدى القرى المجاورة لمسقط رأسه تسمى "قليب إبيار"، تسببت في خسائر كبيرة، ليقوم بتوفير الخيام وبعض المستلزمات للقرية.
وتوقف "قشلان"، عن استرجاع ذكريات جده الرئيس لعدة دقائق، وأخد يتذكر بعض المواقف التي شهدها معه مستكملا: "في أحد المرات كنت في الخامسة من عمري، ودائما ما كنت أحب الجلوس بجواره ليروي لي عن الثورة والجيش وفترة نضاله حتى فترة المعتقل، وكان يستمع للمذياع أثناء كلمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فنهضت وأغلقت المذياع، فسالني لماذا أغلقته؟ فأجبته: "هذا الرجل الذي أخذ مكانك وأنا أكرهه، فابتسم وأمرني بإعادة فتح المذياع".
وتابع أنه لم ينس للحظة المقولة التي كان يرددها جده دائما وهي: "ماذا جنيت حتي يفعلوا بي هذا"، ثم اصطحبنا في جولة داخل القرية، وبدأنا من منزل الرئيس، الذي كان متهالكا ويتكون من طابق واحد مشيد بالطوب اللبن في أحد الأزقة، ولا يرقى لأن يكون منزل للرئيس على الرغم من التعديلات التي قام بها أحفاده حتى لايهدم قائلا: "طلبنا مرارا بتحويل المنزل لمتحف وهذا أقل تقدير ولكن هيئة الآثار رفضت بسبب حالته"، وعلى بعد عدة خطوات بجوار المنزل، يوجد مسجد كان دائما ما يتوجه إليه لأداء الصلاة.
وأعرب عمرو قشلان أحد الأحفاد، عن استيائه من المعاملة التي تواجهها أسرة الرئيس الأسبق محمد نجيب على خلاف المعاملة التي تلاقيها أسرة الرؤوساء السابقين "عبدالناصر والسادات ومبارك"، مختتما: "جدنا اتظلم 20 سنة".