"30 ألف مقابل ابنهم".. إدارة حمام السباحة تشتري سكوت أهالي ضحية "تلاجة المرج"

الاحد 14 يوليو 2019 | 10:43 مساءً
كتب : محمود صلاح

مقطع فيديو مصور، تم توثيقه من خلال كاميرات المراقبة، وتداوله الرواد عبر منصات التواصل، يرصد اللحظات الأخيرة في حياة طفل، يبلغ من العمر 12 عامًا، بعدما خرج من حمام سباحة، كان يلهو فيه مع أصدقائه، قاصدًا ثلاجة ليجني منها بعضًا من المياه، وبينما يقترب خطوة تلو الآخرى، حتى تحول الأمر في ثوانٍ ووقع الطفل على الأرض جثة هامدة، ويقف جنبه مباشرة صديقه عاجزًا عن إنقاذه.

اهل ضحية المرج

المشهد السابق حدث في أحد حمامات السباحة الخاصة بمنطقة المرج، حيث انتقل على إثر هذه الحادثة، ضباط قسم شرطة المرج، بعدما تلقوا من المستشفى بلاغًا يفيد وصول طفل في الثانية عشر من عمره جثة هامدة، حيث دلت التحريات وجمع المعلومات أن الطفل كان يلهو في حمام السباحة وأثناء خروجه انزلقت قدماه فسقط أسفل "ثلاجة" ولامس الأجزاء الحديدية بها فأصيب بصعق كهربائي أودى بحياته.

اهل ضحية المرج

وأضافت التحقيقات التي أجرتها قوات المباحث، أن عددًا من الأطفال حاولوا إنقاذ الطفل عدة مرات بسحبه من أسفل الثلاجة لكنهم تعرضوا لصعق بالكهرباء أيضًا وبائت محاولاتهم بالفشل، حتى أطفأ المشرف الكهرباء ونقلوا الطفل إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة قبل تلقيه الإسعافات.

والدتة الطفل: أصحاب الحمام يعرضون علينا أموال

وبحسب والدة الطفل التي تحدثت لـ"بلدنا اليوم"، أن نجلها يدعى "حازم" يبلغ من العمر 12 عامًا، لم يكن يتردد على حمام السباحة سابقًا، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها هذا المكان: "حازم نزل من البيت اخد 20 جنيه من ميكانيكي السيارات الذي يقطن تحت المنزل، وهرول إلى هناك دون علم أحد مننا بذهابه".

وأكددت والدته الطفل، أن أصحاب حمام السباحة، حاولوا مرارًا وتكرارًا خلال الأيام الماضية، دفع مبالغ مالية وصلت قيمتها إلى 30 ألف جنيه، لكي نتنازل عن المحضر الذي حررناه ضدهم: "كل يوم يبعتوا ناس عايزين يدفعوا فلوس، بس أنا مش هسيب حق أبني، هو أغلى من أي فلوس في الدنيا".

اهل ضحية المرج

وبحسب السيدة الثلاثينية، التي فقدت فلذة كبدها، أن نجلها الصغير حصل على المركز الثاني في المدرسة، حيث إنه كان من المتفوقين في الدراسة، مضيفة: "ابني مش أول ضحية في الحمام، حصل قبل كده كذا واقعة مشابه لحادث نجلي، ولكنهم كانوا يستطيعون تهدأت الموضوع من خلال دفع الأموال لأهل المجني عليه، ولكنني لن أقبل هذا أبدًا".

والد حازم: أخد 20 جينه من ميكانيكي

أما والد "حازم" يجلس في منزله، وغلبت على وجهه علامات الحزن والألم، وذهول ما زال مسيطرًا عليه تمامًا، أكد لـ"بلدنا اليوم" أنه قضوا الأسبوع الماضي في المصيف، ونزل لكي يقابل أصدقائه، وبالفعل حصل على 20 جنيه من الميكانيكي، وهرول مع أصدقائه إلى حمام السباحة.

اهل ضحية المرج

وأضاف والد حازم أنه في تمام الثانية ظهرًا حاول الاتصال بنجله، فتصادم برد أحد أصحاب "حمام السباحة: وهو يتكلم بطريقة استهزائية: "ما قولنا لك ابنك غريق، تعالى خده من هنا" وعلى الفور نزل والده إلى مستشفى اليوم الواحد التي استقبلته جثة هامده، إثر وصول أصدقائه به إلى هناك".

اهل ضحية المرج

"انا عايزة حق ابني".. كلمات قاطعت بها السيدة الثلاثينية، زوجها أثناء حديثه، مؤكد أنها لن تتنازل عن حق طفلها الذي راح ضحية الإهمال، حيث أن هذا الحمام ليس قانونيًا ولم يوجد له أوراق، وبالتالي طالبت الأجهزة الأمنية باسترداد حق نجلها، والأطفال الآخرين الذين لقوا مصرعهم من قبل، من صاحب هذا المكان.

أصحاب الحمام: "الموضوع قضاء وقدر"

على الجانب الأخر، تواصلت "بلدنا اليوم"، مع أصحاب حمام السباحة الذي كان مسرحًا إلى الجريمة في منطقة المرج، حيث أكد "محمد التاجر" المسئول في الحمام، أن ما حدث إلى الطفل حازم، هو عبارة عن قضاء وقدر، ولم يتخطى الأمر بعض لحظات، وبالتالي لم نستطيع إنقاذه.

وأكد التاجر أن الثلاجة التي كانت موجودة في الحمام، لم يكن بها ماس كهربائي، والدليل على ذلك أنها موضوع منذ أشهر في هذا المكان ولم يحدث شيء، مستنكرًا ما قالته والدة الطفل من موت أطفال من قبل في الحمام بواسطة الكهرباء أو حتى عن طريق الغرق.

اهل ضحية المرج

وأضاف أن الحمام ليس خاصًا أو باشتراك، بل عبارة عن حمام عام، يعمل بالحصة يمكن لأي طفل أن يستأجرة لمدة مقابل دفع الأموال، وبالتالي الطفل استطاع الدخول مثل أي طفل، مؤكدًا أن هذا الطفل أول مرة يأتي للاستحمام في هذا الحمام.

وأشار أنه لم يعرض على والد الطفل أمولًا، مستنكرًا ما قالته السيدة، موضحًا أن الحل الوحيد لهذه المشكلة، هو أن يقبل والد الطفل الجلوس معهم، ليعرفوا ماذا يريد لكي ينفذوه له.

اهل ضحية المرج

ورد صاحب الحمام، على اتهامات والدة الطفل، بأن المسبح غير قانوني، مؤكدًا أنه تم توثيق الحمام في شهر يونيو الماضي، يوجد له أوراق قانونية، مضيفًا أنه لا يستطيع أن يحمل نفسه مسألة قانونية مثل هذه دون توثيق قانوني، مشيرًا إلى الموضوع عبارة عن قضاء وقدر حدث في لحظات ولا نستطيع فعل شيء.