حوار.. بتروس بترو: تشكيل حركة نقابية مستقلة لتحقيق إرادة عمال العالم

السبت 06 يوليو 2019 | 10:15 مساءً
كتب : مروة الفخرانى

_ ندعم نقابات مصر.. وقانون التنظيمات العمالية خطوة في طريق الحريات

_ التضامن الأممي سلاحنا ضد خطط الإمبريالية في الشرق الأوسط

_اللاجئين والعمال من ذوي الإعاقة على رأس أولويات الاتحاد

قال بتروس بترو، مسئول الاتصال باتحاد النقابات العالمي، إن الاتحاد سيستمر في دعم عمل النقابات العمالية في مصر، ودعم مطالب العمال، لافتًا إلى أن إصدار قانون التنظيمات النقابية، وما طرأ عليه من تعديلات، خطوة هامة في طريق الحريات النقابية.

وأضاف بترو، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، أن تغييرات الحدود واحتكار للأسواق الجديدة، واستغلال العمالة، من أكبر التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا على أن التضامن الأممي، وتحويل المطالب العادلة لعمال الدول العربية إلى قضية تخص العمال بالعالم، هو السلاح الفعّال.

وعن خطط النقابات العالمي، لفت إلى أنهم مستمرون في الدفاع عن حقوق العمال، ومد يد الصداقة إلى الشعوب العربية من أجل الكفاح المشترك لضمان مستقبل سلمي، دون تدخل امبريالي لتلبية احتياجات العمال، "سنشّكل حركة نقابية حديثة مستقلة وموجهة طبقياً وديمقراطيًا، من أجل عمال العالم وتحقيق ارادتهم الحرّة".

وإلى نص الحوار..

ما أكبر التحديات التي تواجه قطاع العمال في العالم؟

الإستغلال، من التحديات الرئيسية التي يمكن أن تخلق العديد من المشاكل العمالية، ويتخذ أشكال عدّة.

فعمالة الأطفال، والعبودية المعاصرة، والعمل بلا أدنى حقوق، وبدون وقت محدد، ودون إجازات، واستغلال حاجة العمالة المهاجرة والسيدات للعمل بمقابل ضئيل، أشكال مختلفه من استغلال اصحاب رأس المال للطبقة العاملة، والتي نعمل على محاربتها ونناضل من أجل توفير كافه الاحتياجات المعاصرة للعمال.

وماذا عن تحديات عمال المنطقة العربية؟

في ظل ما يخطط له الإمبرياليون من تغييرات للحدود واحتكار للأسواق الجديدة، في منطقة الشرق الأسوط، لا يمكن للعمال أن يظلوا غير مبالين لما يحدث ضدهم، علاوة على استخدام الانجازات التكنولوجية في عملية الإنتاج، وهو يؤدي إلى تحقيق الارباح على حساب حقوق الطبقة العاملة.

ولذا فإننا نبذل الجهود للتأكيد على النقاش الطبقي بين العمال، وتفعيل التضامن الأممي، الذي هو درع قوي وسلاح فعّال، وتحويل المطالب العادلة ونضال العمال في الدول العربية إلى قضية تخص العمال في جميع أنحاء العالم.

في رأيك.. ما هو الدور المنوط بالاتحاد للمحافظة على حقوق العمال على مستوى العالم؟

فى اطار عمل الاتحاد النقابات العالمي، الذي يضم أكثر من 97 مليون عامل في 130 دولة، طوال مسيرة 74 عام، فإننا ندرك كافة اهتمامات العمال في الدول المختلفة، ونؤمن بأن نضال وكفاح الاتحاد، هو نضال يخدم الطبقه العاملة، ويدعمهم بكل القوانين، ويطالب بإقرار الحريات، علاوة على الوقوف بجانبهم في سعيهم للحصول على الديمقراطية وحقوقهم المسلوبة.

كما أننا منخرطين في العديد من المنظمات الدولية، كالعمل الدولية، علاوة على تمثيلنا الدائم في منظمه اليونيسكو ومنظمة الفاو، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية بالامم المتحدة، حيث نستخدم تواجدنا وتمثيلنا في تلك المنظمات، لكى نعبر عن أوضاع عمالنا، وحقهم في الصحة والتعليم والرواتب والضمان الإجتماعي، والسلام والحقوق الديمقراطية .

ما أهم الأنشطة التي استهدفها اتحاد النقابات العالمي على المستوى العربي؟

هناك علاقة قوية بين اتحاد النقابات العالمي، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، تظهر واضحة في التعاون بالمجالات المشرتكة على الصعيد الدولي، والحملات والأنشطة لصالح حقوق العمال.

لقد قمنا بالعديد من الانشطه هنا في مصر، وآخرها المؤتمر المشترك الذي تم بيننا حول الأولويات والضرورات لشعوب المنطقة، وقمنا فيه بدعوه كافة الدول من المنطقه العربية.

كما تبنى الاتحاد حملة للإفراج عن عهد التميمي، الأسيرة الفلسطينيه مما ادى الى المساعده في تحريرها، كما نظمنا مؤتمر للمرأة العاملة العربية، بالتعاون مع اتحاد عمال البحرين.

مع اعلان 2019 عام للتدريب.. أين تقع برامج التدريب والتثقيف على خارطة برامج اتحاد النقابات العالمي؟

عام 2019، عام للتدريب، ولذا خطط اتحاد النقابات العالمي، على نشر الوعي بأهميته في مختلف دول العالم.

فلم نكتفى بالندوات وورش العمل التي تتم في مكتب الاتحاد في اليونان، ولكن نعمد إلى نشر ثقافة التدريب والتثقيف فى أماكن مختلفه من العالم، فى جنوب افريقيا وفى الصين وغيرهما.

كما قمنا بتفعيل مبادرة، تحت عنوان "استخدم حقك"، من خلال لجنه الشباب، يتم تنفيذها في دوله بشكل مختلف عن الاخرى، فعلى سبيل المثال يتم استخدام هذه الحمله للدفاع عن المهاجرين فى الدنمارك وفى الدول الاوربيه الاخرى، من خلال الاتحادات القطاعية، والمكاتب الاقليمية.

في حين كان لها طابع خاص، في الاهتمام بالعالم العربي، فقمنا بتنظيم ندوة للتضامن مع شعب فلسطين، والتوجه بمسيره إلى سفاره اسرائيل في أثينا، هناك لاظهار تضامننا معهم، ومسيرات لإدانة التدخل الإمبريالي في سوريا، ورفض اعلان دونالد ترامب الجولان أرض اسرائلية.

عقب 12 سنه من عدم تنظيم انتخابات نقابية في مصر.. ما تقييمك للوضع النقابي بها؟

اتحاد النقابات العالمي يقف بجانب عمال مصر، ونقاباتهم القوية، وندعم كافه مطالبهم المشروعه والعادلة، من أجل عمل لائق وظروف عمل كريمة، ومن اجل الحريات النقابية.

وطبقا لمبادئ اتحادنا، فإننا سنستمر فى دعم عمل النقابات العماليه في مصر، من اجل مستقبل مزدهر، والارتقاء بالحركة العمالية فيها.

ما مدى توافق قانون التنظيمات النقابية في مصر مع القوانين العمالية العالمية والحريات؟

إصدار مصر لقانون التنظيمات النقابية، وما طرأ عليه من تعديلات، يعد خطوة هامة في طريق الحريات النقابية، ومتوائم مع القوانين والأعراف الدولية والعالمية بنسبة كبيرة.

وما أوجه التعاون بين اتحاد النقابات العالمي ومصر، في قطاع تطوير العمالة؟

اتحاد النقابات العالمي، يمتلك العديد من المكاتب الاقليمية، وبعض الاتحادات المهنية والقطاعية، والهيئات المنظمه لعمل الاتحاد، كالمجلس الرئاسي ومجالس اداره الاتحادات المهنية، والتي تركز على الموضوعات التي تهم الطبقه العاملة، فهذا هو الشكل الرئيسى لبناء وهيكل النقابات العالمي.

وهناك العديد من الأنشطة في مختلف المجالات للتعاون مع دولة مصر، وزملائنا من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، منخرطين فيها، بهدف التعاون والتنسيق في عقد المؤتمرات وإطلاق المبادرات المختلفة، فخلال السنوات السابقه قام مكتبنا الموجود في مصر بتنظيم العديد من تلك الأنشطة، وكل له دور مساهم في التواصل بين أطراف العمل المختلفة والنقابات في تنظيم فعاليات أخرى على مستوى المنطقة.

يولي الاتحاد اهتمام كبير باللاجئين.. فكيف يتم دعمهم؟

اللاجئين ملف كبير يلقى على عاتق الاتحاد، كونهم جزء حساس من الطبقه العاملة، فهم اشخاص تم نقلهم من بلادهم بشكل اجباري، إلى بلاد أخرى، إما بسبب الحروب الامبيرياليه او بسبب الفقر الذى اوجده الامبيربالين.

ولذا نعمل على دمجهم عبر عدد من الأنشطة في مجتمعهم الجديد، وادراجهم فيه من خلال التعاون مع الحكومات وأصحاب الأعمال، حتى لا يتم استغلالهم باعتبارهم طبقه عاملة رخيصه الأجر، ونساعدهم ليكونوا اعضاء في النقابات المختلفة، وجزء فعّال في المجتمع.

وماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة من العمال؟

من أهم مبادىء اتحاد النقابات العالمي، عدم التمييز، والمساوة بين الجميع من ضمنهم ذوي القدرات الخاصة من الطبقة العاملة، ولذا فإننا نناضل ونطالب بحقوقهم جميعهم على حد سواء.

ونحن نشرع في توفير برامج حماية خاصة بهم، سيتم الإعلان عنها خلال العام الجاري، لضمان ظروف عمل لائق لهم، وتوفير رواتب عادلة، وضمان صحى واجتماعي.

حدّثنا عن خطط الإتحاد خلال المرحلة المقبلة؟

سيستمر الاتحاد في الدفاع عن حقوق العمال، ومد يد الصداقة إلى الشعوب العربية من أجل الكفاح المشترك لضمان مستقبل سلمي، دون تدخل امبريالي لتلبية احتياجات العمال، علاوة على بناء حركة نقابية حديثة مستقلة وموجهة طبقياً وديمقراطيًا.

كما أننا سنناضل بقوة من أجل الإعتراف بفلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس، ووضع حد للحرب في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى استغلال الإنجازات التكنولوجية في عملية الإنتاج من أجل ظروف عمل لائقة، تقليص ساعات العمل، وزيادة وقت الراحة، والتأكيد على الحقوق والحريات النقابية الكاملة لكافة العمال دون تمييز، ومشاركة وتشجيع الشباب والنساء والمهاجرين للالتحاق بالنقابات.

اقرأ أيضا