"احميها من الختان".. ندوة لـ"قومي الطفولة والأمومة" بدار الأوبرا

الجمعة 05 يوليو 2019 | 12:41 مساءً
كتب : سارة محمود

شاركت الدكتورة عزة العشماوي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، في ندوة نظمها النشاط الثقافي بدار الأوبرا المصرية بعنوان "احميها من الختان".

يأتي ذلك في إطار الحملة التي أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في ١٣ يونيو الماضي، تزامنا مع اليوم الوطني للقضاء على تلك الظاهرة السلبية والتي تتزامن مع ذكرى وفاة الفتاة بدور في عام ٢٠٠٧ أثناء عملية ختان تعرضت لها.

وأكدت الدكتورة عزة العشماوي، خلال كلمتها أثناء الندوة، أنه في إطار الجهود المبذولة من اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث التي تم تشكيلها برئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المعنيين، أطلقت اللجنة حملة "شهر بدور" والتي بدأت من يوم 13 يونيو وتستمر الي 14 يوليو 2019 في جميع محافظات الجمهورية، وكذلك تم عقد المؤتمر الإقليمي للقضاء علي زواج الأطفال وختان الإناث بمشاركة 30 دولة أفريقية، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مما يؤكد أن هناك إرادة ودعم من القيادة السياسية للقضاء علي ختان الإناث في مصر.

وأشارت إلي أن الطفلة المصرية لها حقوق كفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية متمثلة في الدستور المصري وقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وقانون العقوبات الذي غلظ عقوبة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثي "ختان الإناث" لتصبح جناية وليس جنحة، مشيرة إلي أن الممارسات الضارة التي تتعرض لها الطفلة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال أو حرمانها من التعليم يدمر مستقبلها وتجعلها عليلة هي وأسرتها المستقبلية مما يؤثر سلبا علي بناء المجتمعات.

وقالت الدكتورة عزة العشماوي، إن الدستور والقوانين المصرية كفلت كافة الحقوق للفتاة والمرأة وجرمت تلك العادة بل وشددت العقوبة فيها بتوصيفها كجناية عقوبتها السجن لمدة تتراوح بين ٣-٧ سنوات.

وأضافت، إن احتفالنا بيوم 14 يونيو، والذي واكب وفاة الطفلة بدور التي قتلت جراء عملية ختان إناث علي يد طبيبة بمركز مغاغة محافظة المنيا عام 2007 ، يجعلنا ندق ناقوس الخطر لنحمي فتياتنا من هذه العادات والممارسات الضارة التي يتعرضن لها، والتي تعتبر خرقا وانتهاك جسيم لحقوق الطفلة المصرية ، مشيرة الي أنه منذ إنطلاق حملة "شهر بدور" ومن خلال متابعتنا للبلاغات الواردة علي خط نجدة الطفل 16000 اتضح أنه ولأول مرة يقوم الآباء والإخوة الذكور أنفسهم بالإتصال بخط نجدة الطفل للتعرف علي أضرار عادة ختان الإناث، وهو ما يعكس أهمية الدور الفعال للحملات في إحداث وعي حقيقي لدي المواطنين، وجاءت بعض البلاغات علي خط نجدة الطفل من فتيات يبلغن أن صديقاتهن سيتعرضن لهذه الممارسة الضارة.

ولفتت، إلى أن تلك المكالمات تضمنت بلاغات عن مراكز وأطباء يقومون بالختان، وتم احالتها جميعها للنيابة التي تولت التحقيق واتخاذ اجراءات غلق تلك المراكز والعيادات في حال ثبوت التهمة واحالة المتهمين للمحاكمة.

وأشادت بدور وسائل الإعلام، خاصة إذاعة القرآن الكريم في بث التنويهات الخاصة بالحملة، وكذلك القنوات التليفزيونية ، وأهمية الدور الهام والفعال لوسائل التواصل الإجتماعي بإعتبارها من القوى الناعمة في دعم وتأييد ومناصرة القضايا المجتمعية الشائكة، وطالبت الفنانات بضرورة توجيه رسائل قوية للقضاء علي عادة ختان الإناث من خلال الأعمال الفنية والحملات الإعلانية التوعوية التي يشاركن فيها ، أسوة بحملة الفنانة القديرة كريمة مختار لمعالجة جفاف الأطفال والتي مازالت محفورة في أذهاننا حتي الآن، وساهمت بشكل كبير في خفض نسب وفيات الأطفال.

من جانبه، أشار الدكتور نبيل أبادير، عضو المجلس القومي للمرأة الى أن العادات التي تمارس في المجتمعات تصبح جزء من حياتهم ويعتقد البعض أنه لا يمكن التخلي عنها ، وهذا ما نواجهه الآن عند مواجهة ختان الإناث، بالإضافة إلي أن نظرة المجتمع إلي المرأة بإعتبارها الكائن الأضعف ومن ثم تمارس عليها كافة أشكال العنف، كما أن البعض اتخذ المدخل الديني ذريعة لإقناع المجتمع بضرورة إجراء ختان الإناث وهو ما نعاني منه أثناء حملات التوعية التي نقوم بها، موضحا أن الختان تدخل سافر في خليقة الله الجميلة ، وأن القوانين فقط لا تعد رادعا لمثل هذه العادات ولكنها تدعم وتساند الجهود المجتمعية في القضاء على هذه الممارسات.

وأكد الدكتور نبيل أبادير، أن تغيير السلوك والثقافة يستلزم سنوات لابد فيها من العمل من خلال التعليم والتربية ، مشددا على أن أهمية القانون ليست في اصداره ولكن في تطبيقه لأنه جزء أساسي من إعادة صياغة مفاهيم المجتمع.

وأضاف إن ختان الإناث عادة قديمة متوارثة لا علاقة لها بأي عقيدة دينية ، ولكن رجال الدين لم يعارضوها ولم يسعوا الى رفضها خوفا من التغيير المجتمعي وإثارة التوتر فدعموا فكرة أن المرأة هي سبب الغواية وعليها أن تتحمل تبعات ذلك.

وقالت الكاتبة نشوى الحوفي، خلال إدارتها للندوة إننا بحاجة إلى إعادة فتح الباب أمام التفكير بالمنطق والأدلة لتجديد الفكر والخطاب الديني والمجتمعي والتعامل مع المرأة والرجل كإنسان دون أي تمييز، مشيرة إلى أن المجتمع حمل الفتاة المسؤولية عن التحرش لسنوات طويلة بفكر خاطيء ، ولذا نواجه اليوم ظاهرة ختان الإناث لمنح الفتاة ارادة ادارة قرارات حياتها بأمان.

وعرضت الدكتورة زينب النجار، عضو المجلس القومي للمرأة، تجربة مناهضة عادة ختان الإناث في حي الأسمرات والتي جاءت من خلال الوحدات الصحية وتوعية السيدات بالأضرار البدنية والنفسية التي سيتعرض لها بناتهن من إجراء هذه العادة الضارة، وكذلك نشر مفاهيم الصحة النفسية والجسدية واقناع الأمهات بضرورة التوقف عن التحرش النفسي ببناتهن وعدم تمييزهن في المعاملة ومنحهن الأمان.

اقرأ أيضا