يوميًا ما يتحدّث العالم أجمع عن الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الأجانب بدولة قطر، تلك الانتهاكات التي تجاوزت حدود الإنسانية بكآفة أشكالها المعهودة، آلاف من العمال لقوا مصرعهم وما زال العدد يتزايد يومًا مادامنظام الحمدين مستمر في تطاوله على هؤلاء الأجانب دون إعطاء أي حق من حقوقهم.
وكشفت عدة تقارير دولية عن حجم الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الأجنبية في قطر، وانتهاك حقوقها بشكل "رسمي" ممنهج، من أجل استكمال مشاريع ملاعب بطولة كأس العالم التي تحتضنها قطر في 2022 وتحديدًا العمالة النيبالية.
وكشفت التقارير أنّ مايقرب من 1400 عامل على الأقل تم مصرعهم، بسبب ظروف العمل الصعبة، حتى الآن، في ظل استمرار الانتهاكات وصمت المنظمات الدولية المعنية أو عجزها عن وقف هذه الانتهاكات.
البعض الآخر تآمر جهات دولية كثيرة مع الدوحة، في حين انتهى البعض بإعلان سخطه وغضبه، بإلغاء خططه لزيارة قطر في الفترة المقبلة، ومقاطعة ملاعبها في كأس العالم 2022 مثلاً، وربما يعكس ذلك موقفاً غير معلن، اتخذه عشرات أو آلاف الأجانب الذين كانوا ينوون زيارة قطر، قبل العدول عن ذلك، وهو ما تعكسه الأرقام الرسمية القطرية، الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة في الدوحة والتي تكشف تراجع عدد الزوار والوافدين في 2018 بـ 19.4% ليصل العدد إلى 1.82 مليون زائر، في مقابل 2.26 مليون في 2017.
وبدأ العالم كله يتحدث عن تلك الانتهاكات، حيث أطلق النيباليون في بلادهم أيضًا هاشتاجات، تندد بما فعله النظام القطري، محاولين البحث عن حقوق أشقائهم القاطنين في عذاب الدوحة.
المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان في جنيف، طالب منذ ساعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء، بمتابعة ورصد الوضع الحقوقي والإنساني في دولة قطر من خلال الآليات المتاحة لدى المجلس، كما دعا كذلك لمراقبة العمل الإعلامي في المنطقة عبر آلياته المعنية؛ للتأكد من أن حرية الإعلام لا تضر بأمن هذه المجتمعات وتحافظ على وحدتها، مؤكداً تورط قناة الجزيرة القطرية في نشر ثقافة العنف والتطرف.
وكان المنتدى قد تقدم بشكوى ضد قطر على هامش الدورة 36 لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2017، رصد فيها انتهاكات حقوق العمال المهاجرين وعدم مراعاة المعايير الأمنية لعمل هؤلاء العمال.