تحل غدًا الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، التي خرج فيها نساءً ورجالاً وشيوخاً وشباباً، للشوارع والميادين مطالبين بعزل "محمد مرسي"، كان أبرز ما عانى منه المواطن قبل ثورة 30 يونيو "الأمن والأمان".
انتفض ملايين المصريين، معلنين أن لا مكان بينهم خائن، ليؤكدوا أنهم لا يرتضون قِبْلَةً للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل، فقد نجح المصريون في الوقوف أمام موجةَ التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، ولكن كان لشعب مصر.
"ثقة المصريين ضد الإخوان"
تفاعل الشعب المصري بالثائر ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تسعى بكل الطرق للسيطرة على عنق الدولة حتى خرج "الشعب والشرطة والجيش" ايدي واحدة في ثورة 30 يونيو لإزاحة الجماعة الإرهابية من الحكم وأستعادة الدولة المصرية والحفاظ على هويتها الوطنية.
"تضحيات وجهود رجال الشرطة"
إعادت قوات الشرطة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن بعدما سادت حالة من الفوضى منذ 25يناير 2011وحتى أندلاع ثورة 30يونيو التي اختطفت الوطن في غفلة من الأكاذيب التي ساقتها الجماعة الإرهابية لخداع الشعب الذى كشف أمرها سريعاً خلال عام واحد من وصول الرئيس الأخوانى المعزول محمد مرسى لمنصب رئيس الجمهورية.
لعبت الشرطة دورا مؤثرا في نجاح ثورة 30 يونيو من خلال رفضهم حماية مقر الإخوان لأن هذا يخرج عن نطاق اختصاصهم وأيضا من خلال ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والخارجين علي القانون مما أسهم في تقليل حجم الخسائر التي كانت من الممكن أن تحدث إذا تم دخول هذه العناصر وتلك الأسلحة وسط هذه الأحداث الساخنة.
أكثر المراقبين تفاؤلاً ما كان يتوقع أن يتم استعادة الأمن وإعادة الأنضابط في الشارع المصرى قبل مرور عقد من الزمان وبأعداد كثيرة من الأرواح والدماء ولكنها بفضل عرق وجهد الجيش والشرطة المصرية تحققت المعجزة.
ما إن أطاح الشعب المصرى بحكم الجماعة الإرهابية حتى تحركت عناصر على الفور بالتعاون مع أجهزة المخابرات الأجنبية وبخاصة قطر وتركيا إلى استهداف مؤسسات الدولة ورجال الجيش والشرطة والقضاء والمواطنين المدنيين على حد سواء ولم تفرق بين مصري وأخر فالجميع مستهدف من جانبها.
ولم ينم رجال الشرطة بكل قطاعاتها الليل والجميع يعمل ليل نهار للوصول إلى الخلايا الإرهابية الأخوانية التي تستهدف كل مرافق الدولة من أبراج الكهرباء إلى أكمنة الشرطة والجيش.
"الشرطة وحمايتها للشعب"
وفي مثل ذلك اليوم منذ 6 سنوات قام رجال الجيش والشرطة، بحماية شعب مصر متحديين أي شغب المصريون التحدي ذاته، وأصروا على التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، مدركين بحسّهم التاريخي العريق، أن جسامة التحديات لا تعني الهروب وإنما تعني المواجهة، فعلى صعيد الأمن والاستقرار، نجحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذي 30 يونيو 2013 حتى الآن، في تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، ليشكلوا مع السلطة القضائية ، بنيانًا مرصوصًا، واستقرارًا سياسيًا يترسخ يومًا بعد يوم.
وتغيرت عقيدة العمل الأمني بناءً على هذا المبدأ، ودفع رجال الشرطة خلال الأعوام الستة الماضية، فاتورة غالية من أرواحهم، ليستشهد إلى الآن أكثر من 1000 شهيد ويسقط 3500 مصاب، خلال مواجهات مع الإرهابيين، بالإضافة إلى السيطرة على الأمن في الشارع المصري.
6 أعوام من التحدي الأمني، كانت فارقة في بناء واستعادة وطن مسلوب، بعد أن سادت حالة من الفوضى منذ 25 يناير 2011 وحتى اندلاع ثورة 30 يونيو، أكثر المتفائلين ما كان يتوقع أن يتم استعادة الأمن وإعادة الانضابط في الشارع المصري قبل مرور عقد من الزمان وبأعداد كثيرة من الأرواح والدماء، ولكنها بفضل عرق وجهد الجيش والشرطة المصرية تحققت المعجزة.
"الجيش وإنقاذ مصر من الفوضى "
أدركت القوات المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها، منذ عام 2011 حتى ثورة 30 يونيو، تعرف أن أعداء الشعب المصري في الداخل والخارج، يتكالبون عليها من كل حدب وصوب، والهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل والكتلة البشرية الصلبة وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هى مصر.
وحمى الجيش المصري الإرادة الشعبية ولم يتصادم معها أثناء ثورة 25 يناير، فقد احترم ذات الإرادة في 30 يونيو، ولم يبدأ خطوة نحو خارطة المستقبل إلا عبر ازدياد الغضب الشعبي ضد جماعة الإخوان الإرهابية،، في نهاية السطور ستظل مصر حرة مستقلة ويبقى الـ"جيش، شرطة ،شعب" يد واحدة .