على باب محكمة الأسرة بالجيزة تقف فتاة تدعى "سماح.م" صاحبة بشرة بيضاء طويلة القامة، تبلغ من العمر 38 عاما، يطغى جمالها على شكلها ولم يبين سنها الحقيقى فتبدو أصغر من سنها وكأنها فتاة عشرينية، وبسؤالها عن سبب لجوئها لمحكمة الأسرة وما شكواها ردت بلهفة شديدة قائلة: "حكايتي غريبة شوية، أوهمني بأني عاقر ولم أستطع الإنجاب.. واكتشفت كذبة وربنا أراد يظهر حقيقته.. لم أصدق من الطبيبة ما قالته بأنى ليس لدى موانع من الإنجاب وأن تحاليلي أظهرت الحق بالصدفة ودون أن يكون في بالى أن أبحث مرة أخرى عن الخلفة والأطفال.. لكن ربنا كبير وعالم بحالى".
استطردت كلامها متعجبة من لجوئها إلى محكمة الأسرة قائلة: "طلبت من جوزى يطلقنى بالمعروف لكن رفض فلجأت للمحكمة حتى أستطيع إنهاء تلك العلاقة".
وبدأت "سماح" بسرد تفاصيل قصتها: "تزوجت وكان سني وقتها 27 عاما، بعدما تخرجت من كلية التجارة، ومثلي مثل أي فتاة عندما يأتى لها ابن الحلال لتولى مسئولية زوج وأولاد، تقدم لخطبتي "أحمد.ع" عامل في شركة كبيرة ومعروف بين الناس بالأخلاق والسمعة الطيبة، طيلة فترة الخطوبة لم أجد ما يجعلنى أقول عليه إلا أنه شخص طيب وحنين، تزوجنا وكانت أيام جميلة وبعد مرور عام على زواجنا بدأنا في إجراء الفحوصات الطبية من أجل معرفة ما سبب عدم الإنجاب، وكان يلح عليا وأسرته في الكشف".
وأكملت حديثها: "حماتي كانت تقول تحدثني بكلام يبكيني يوميا، إلى أن جاء زوجى في يوم يحمل في يده نتائج الفحوصات الطبية وقال لى أن الطبيب قال له ليس هناك أمل في الإنجاب وأني السبب وأني لدى عيب خلقى لم أقدر على الإنجاب، وقتها اسودت الدنيا في وجهي بعد سماعي هذا كان يهدأني ويبشرني بأنه لا يريد الأطفال".
وتابعت: مرت الأيام لم تهدأ والدة زوجي من الثرثرة والحديث والكلام الذي يجعلني أدخل غرفتي أبكي طوال اليوم كما أنها كانت دائما تطلب من ابنها دائما أن يتزوج على ليستطيع الإنجاب، تغيرت معاملة زوجي وأصبح يهينني ويضربني كنت أتحمل وأضغط على نفسي للعيش.
مرت السنوات وأنا راضية بذلك إلى أن تعبت وعندما ذهبت للطبيبة قالت إنى لا بد أن أخضع لعملية جراحية لاستئصال كيس دهني على المبيض، وطلبت مني إجراء فحوصات قبل الخضوع للعملية وعندما ظهرت نتيجة التحاليل كانت المفاجأة عندما قلت لها بأننى لا أنجب ومتزوجة من ١٠ سنوات إلا أنها أكدت بأن الفحوصات سليمة ولا مانع من إنجابي وأنى لست عاقر كما أوهمنى زوجى طيلة تلك السنوات، لم أصدق فكانت صدمة ومفاجأة في آن واحد، بعد مرور تلك السنوات وكان يخدعنى ورضيت بذلتى وإهانتي بسبب عيبي الخلقي الذي أوهمني به.
وأضافت: ذهبت لإخبار زوجى ومواجهته وكانت الصدمة الكبرى أنه لم ينكر وقال: "كفاية أن عيشتك معايا ومرضيتش أتجوز عليكِ"، فطلبت منه أن يطلقني حتى أستطيع بدء حياة جديدة، لأنه من حقى أن يكون لدى أولاد، ولكنه رفض تطليقي، فلجأت لمحكمة الأسرة بالجيزة، فحملت القضية رقم 1385 لسنة 2018 وما زالت منظورة للفصل في القضية لمناصفتى وإطلاق سراحى.