ربما تكون كرة القدم الأنجولية قد شهدت طفرة حقيقية في المستوى منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ولكن المنتخب الأنجولي لم ينجح في استغلال هذه الطفرة والإمكانيات الرائعة لعدد من نجومه وترجمتها إلى واقع ملموس وإنجازات حقيقية.
وما زال بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، هو الإنجاز الحقيقي الوحيد للمنتخب الأنجولي وإن خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول للبطولة.
أما على مستوى البطولات الأفريقية، كانت المشاركة في النهائيات وما تحقق من نتائج أقل دائما من مستوى التوقعات لهذا الفريق بما يضمه من لاعبين أصحاب مهارات.
وعندما يشارك الفريق في بطولة كأس الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين، والتي من المقرر أن تنطلق، في مصر، خلال الفترة من 21 يونيو وحتي 19 يوليو المقبلين، بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة في تاريخها، سيكون الظهور هو الثامن للفريق في النهائيات الأفريقية والأول له بعد غياب عن النسختين الماضيتين في 2015 و2017 .
وربما يكون هذا السجل جيدا مقارنة بالفترة التي وصل فيها للنهائي كل هذه المرات حيث يشارك في النهائيات للمرة الثامنة في غضون 23 عاما كما تأهل الفريق إلى دور الثمانية مرتين في عامي 2008 بغانا و2010 على أرضه.
ولكن الشيء المؤكد أيضا أن مقارنة هذا السجل بإمكانيات اللاعبين يوضح أن مشاركات المنتخب الأنجولي، ما زالت دون المستوى وأنها لم تتجاوز حاجز التمثيل المشرف ولا تزال بعيدة عن نطاق المنافسة الفعلية.
وشهد مستوى الكرة الأنجولية طفرة حقيقية مع نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي مع إنفاق أندية البترول في أنجولا وفي مقدمتها بترو أتلتيكو ببذخ على تدعيم صفوفها بأبرز اللاعبين وتطوير مستوى الأداء.
وترك بترو أتلتيكو بصمة رائعة في بطولة دوري أبطال أفريقيا عندما تغلب على الأهلي المصري في عقر داره باستاد القاهرة 4 / 2 عام 2001 .
وانتقلت آثار هذه الطفرة نسبيا إلى المنتخب الأنجولي حيث نجح في الظهور بمستوى رائع على مدار الأعوام التالية ولم يكن غريبا أن يفجر إحدى المفاجآت الكروية الكبيرة عندما تأهل إلى كأس العالم 2006 بعدما تفوق في مجموعته بالتصفيات على المنتخب النيجيري العملاق.
ومع ظهور المنتخب الأنجولي "الفهود السمر" بشكل جيد في أولى مشاركاته بكأس العالم وتحقيق الفريق للفوز في إحدى مبارياته بالدور الأول لكأس الأمم الأفريقية 2006 بمصر ووصوله لدور الثمانية في بطولتي 2008 و2010 أصبح الهدف الجديد للفريق هو عبور دور الثمانية، لكن نسختي 2012 و2013 شهدتا خروج الفريق من الدور الأول كما غاب الفريق عن النسختين الماضيتين.
ومع عودته للنهائيات من خلال البطولة المرتقبة في مصر، سيكون طموح المنتخب الأنجولي هو ترك بصمة حقيقية يعوض بها إخفاقات السنوات الماضية.
ويضاعف من طموحات الفريق في البطولة الجديدة أن القرعة وضعته في مجموعة جيدة تضم معه منتخبي تونس ومالي إضافة للوجه الجديد المنتخب الموريتاني.
وإذا نجح المنتخب الأنجولي في الاستفادة من خبرة لاعبيه المحترفين في أوروبا، فإنه يستطيع العبور للأدوار الإقصائية لكن مهمته في هذه الأدوار لن تكون سهلة على الإطلاق.
ويعتمد الصربي سردان فاسيليفيتش صاحب الـ 46 عاما المدير الفني للفريق على مزيج من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل باستوس كيسانجا مدافع لاتسيو الإيطالي وجوناثان بواتو مدافع ريو آفي البرتغالي وماتيوس مهاجم بوافيشتا البرتغالي وجيلسون دالا مهاجم ريو آفي ودجالما كامبوس مهاجم ألانيا سبور التركي وقائد المنتخب الأنجولي وعدد من الناشطين بالدوري المحلي مثل حارس المرمى لاندو مافانجا والمدافع داني ماسونجونا ولاعب الوسط هيرينيلسون والمهاجم مابولولو إضافة للاعب جيرالدو المحترف في الدوري المصري.
وشق المنتخب الأنجولي طريقه إلى النهائيات من خلال تصدره للمجموعة التاسعة بفارق الأهداف فقط أمام المنتخب الموريتاني ومتفوقا على منتخبي بوركينافاسو وبوتسوانا.
ويلتقي المنتخب الأنجولي نظيره الموريتاني مجددا في النهائيات علما بأن الفريقين تبادلا الفوز على بعضهما البعض في التصفيات حيث فاز المنتخب الأنجولي 4 / 1 ذهابا وفاز المنتخب الموريتاني 1 / صفر إيابا على ملعبه.
ويلتقي الفريقان بالنهائيات في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة فيما يستهل المنتخب الأنجولي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره التونسي ثم يصطدم بالمنتخب المالي في مباراته الأخيرة بالمجموعة.