في اليوم الأول لعيد فطر المبارك، يختلف المصريين في اختيار الأماكن التي تبعث الطمأنينة والراحة في نفوسهم، فهناك من يشرع في الذهاب إلى المنتزهات والحدائق العامة، والبعض الآخر يتوجه إلى الملاهي، في حين أن هناك عدد كبير تكون وجهتهم الوحيدة في ساعات الصباح الأولى، هي المقابر.
في المقابر، يظهر وجه آخر للعيد، من الدموع الممتزجة بالحنين والذكريات، على أحباب فارقوا الحياة، لا يكتمل العيد إلاّ بهم.
وزيارة المقابر فى أول أيام العيد عادة ليست بجديدة على المصريين، ولكنها عادة قديمة من الأجداد الفراعنة، فالمصريين القدماء كانوا يستقبلون أعيادهم في طقس معتاد، منها ارتبط بتقويم السنة كأول السنة ونصف الشهر، وبداية الفصول ومنها ما يرتبط بالزراعة، ومنها ما ارتبط بالحياة الجنائزية فكانت ترتبط بزيارة أسر الموتي لتقديمهم الطعام لهم في أول أيام عيدهم وذلك للتخفيف عن المتوفى في العالم الأخر وهو ما نراه الآن فى الأعياد كعيد الفطر وعيد الأضحى حيث يحرص المصريين على زيارة القبور أول أيام العيد.
وتختلف طقوس العادة من مُحافظة لأُخرى، فريف مصر وصعيده اتفق على توزيع ما يسمى بـ"الرحمة" على روح الميت، وهي مجموعة من الفواكة المتنوعة و"القًرص"، وبعض الكعك، علاوة على الحلوى التي توزع على الأطفال، الذين يجتمعون حول أهالي الموتى.
وبجانب ذلك، فإن أول يوم للعيد، هو موسم للمقرئين لقراءة القُرآن على قبور الموتى، بمقابل مادي، سواء كان المقابل نقودًا أو مما يوزعونه على أرواح الموتى.
وتختلف الطقوس في المحافظات الأخرى، حيثُ يقوم أبناء بعض المحافظات، بزراعة الصبار ورش المياه على القبور، وقراءة القُرآن والدُعاء لموتاهم، والجلوس معهم حتى يستأنسوا بهم، وهو ما يجول في اعتقادهم وقتها.
كما ينتشر بائعو الورود، على مداخل المقابر، والذين يظلوا متواجدين في حالة اختار أهالي المتوفين استبدال "الرحمة"، بزهرة تعبر عن حنينهم ووفائهم للمتوفي، فالورد والأوراق الشجر الذي يضع القبر تنزل الرحمة على المتوفى ويشعر بالاطمائنية بإذن الله.