طاولة لا تستطيع العين أن تري ما أقصاها، تمتد فروعها فى الشوارع الجانبية، تجمع كل أهالي المنطقة وضيوفهم، ليتناولون وجبه واحدة، في توقيت واحد، تدور الأطباق والصواني، تتحد أياد سيدات المكان، فيصنعن كل منهم صنف من الطعام؛ لأجل الإفطار الجماعي الذي ينظم منذ سبع أعوام.
"عزبه حمادة" بحي المطرية، هنا تحل أجواء العيد قبل قدومه، أجواء عائلية، ألفة بين الكبير والصغير، زينة وبالونات يرفرفون سماء المطرية، وسط فرحة وضحك ترسم وجوه الكبير قبل الصغير؛ ليتعازمون علي بعضهم البعض فور إطلاق مدفع الإفطار.
"لقمه هنية تكفي مية".. مثال شعبي مصري يعني أن القليل، إذا تقاسمه بالمحبة كثيرون، فإنه يكفيهم، وكأنه ينطبق علي الشهر رمضان، ليتجمع الأهل على مائدة واحدة في وقت الإفطار، وهو ما لا يتكرر كثيرًا في غيره من الشهور بسبب كثرة المسئوليات لدى البعض واختلاف مواعيد عملهم.
ويأتي أهالي عزبة حمادة بالمطرية، من سبع سنوات، ليكسرون كل الأعمال اليومية الروتينية، وليضيفوا إلى لمة العائلة الصغيرة في رمضان رونقًا خاص بهم مقررين تجميع كل عائلات المنطقة على مائدة واحدة ليتناولوا الإفطار معًا.
وبدأ أهالي عزبة حمادة منذ سبع سنوات في إقامة مائدة في الشارع الرئيسي تجمع كل أفراد المنطقة، وكل عائلة تضع على المائدة ما قامت بإعداده خصيصًا لهذه المناسبة، كلً على قدر استطاعته.
ومع تزايد الأعداد في الأعوام التالية بدأ الشباب بتوزيع الأدوار بينهم في تجميع ما يلزم لإقامة المائدة وطهي الطعام، وكل شخص يعلم دوره جيدا ويرتسم على ملامحهم علامات الاحتفال والسعادة لمشاركتهم في مشهد مهيب يقام يوم واحد في العام.
وتسبب نجاح المائدة في السنوات السابقة، في ربط أواصر الصداقة والمحبة بين العائلات، فضلًا عن متابعة العالم الخارجي فعاليات "عزومة شعب المطرية"، وفي يومًا وليلة تتصدر "المطرية" كافة الصحف العالمية، والتى رصدت فيها تجسيد حقيقى للمة العيلة والجيران فى رمضان.