شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم الأحد، مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لانتهاء أعمال الجسر الجوي الذي أقامه الحلفاء وفك الحصار السوفيتي عن غرب برلين والذي استمر 11 شهرا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وقال ميشائيل مولر، رئيس حكومة (عمدة) ولاية برلين خلال الندوة الاحتفالية التي أقيمت قبالة المطار السابق تمبلهوف إن" الجسر الجوي أظهر للناس أنهم ليسوا وحدهم".
من جانبها، قالت كاتارينا بارلي، وزيرة العدل الاتحادية :" بهذا الجسر أصبح المستحيل ممكنا".
كان الاتحاد السوفيتي أغلق كل الشوارع وخطوط السكك الحديدية والطرق المائية المؤدية إلى غرب برلين في يونيو 1948، وعلى مدار عام قام الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون بتقديم الإمدادات لأكثر من مليوني شخص في غرب العاصمة الألمانية من الجو.
ونفذ الحلفاء نحو 280 ألف طلعة جوية قدموا خلالها أكثر من 2 مليون طن من المواد كالفحم والمواد الغذائية إلى سكان الشطر الغربي من برلين، حتى أنهى الاتحاد السوفيتي الحصار في الثاني عشر من مايو 1949.
وقوبل الطيار الأمريكي جيل هالفورسن/98 عاما/ بالكثير من التصفيق، وكان هذا الطيار قد شارك في الإمدادات المقدمة لسكان غرب برلين وكان يقدم لأطفال برلين آنذاك مظلات صنعها بنفسه من المناديل الورقية بها شوكولاتة وعلكة، وكان يطلق على طائرات الجسر الجوي اسم "قاذفات الزبيب".
ووجه هالفورسن، الذي كان يرتدي زيا رسميا أخضر اللون ويعلق النيشان حول رقبته وقبعة زرقاء، حديثه إلى الجمهور قائلا:" برلين هي وطني الثاني"، وقد أطلق ناد لكرة البيسبول اسم المحارب الأمريكي القديم على ساحته الرياضية في مطار تمبلهوف السابق.
من جانبها، اشادت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين بالجسر الجوي كتدخل ناجح من أجل القيم مشيرة إلى أن التماسك الجديد للعالم الغربي قد ثبت من خلال هذا الجسر، وذلك وفقا لما نُقِل مساء أمس السبت من نص خطابها في متحف الحلفاء في برلين.