على الرغم من اختلاف العصور والأجيال، تظل بعض المظاهر الخاصة بشهر رمضان ثابتة وراسخة فى أذهان الأفراد، ونستعرض أبرز المظاهر الرمضانية التى يجتمع على حبها مختلف الطبقات الاجتماعية ، فعلى الرغم من ظهور بداية تلك العادات في عصر الدولة الفاطمية إلا أنها مازالت مستمرة حتى الآن.
الفوانيس عادة تتوارثها الأجيال بتطورات تكنولوجية مذهلة
يظل الفانوس رمزا خاصا لشهر رمضان تتوارثه الأجيال المختلفة، ويرجع بدايته إلى يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية عند دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب، ففى تلك اللحظة خرج المصريون في موكب كبير، يتضمن الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذيجاء فى الليل ،وكانوا يحملون فى أيديهم المشاعل والفوانيس الملونة لإضاءة الطريق إليه، ومن هنا أصبحت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان.
وفى رواية أخرى، أرجعت بداية الفوانيس إلي قيام الخليفة الفاطمي بالخروج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق فى وقتها ، وفى قصة ثالثة توضح لأنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يسمح للنساء بالخروح من منازلهن إلا فى شهر رمضان، وعندما كانت تخرج المرأة كان يسبقها غلام يحمل معه فانوسا ليوضح للرجال بأنه توجد إمرأة قادمة فى الطريق، ومنذ هذه اللحظة ظل التمسك بحمل الأطفال للفوانيس فى شهر رمضان.
ومع اختلاف العصور ظهر الفانوس بتطورات مختلفة بدء بالفانوس الشمعة، ثم بوجي وطمطم، و أبو تريكة، وحسن شحاتة، ، فانوس "كرومبو"، ومن أحدث التصميمات المنتشرة فى 2019 هو فانوس النجم محمد صلاح الذى لقى إقبالا واسعا من المواطنيين على شرائه.
الكنافة..عادة اجتمع على حبها الاغنياء والفقراء
تتربع الكنافة على عرش الحلويات التى تكتسب مذاقا خاصا خلال شهر رمضان، ويرجع تاريخها إلى عصر الدولة الفاطمية حتى أصبحت من العادات الغذائية التى تتوارثها الأجيال عاما بعد الأخر.
وتشير الروايات بأن بداية الكنافة ترجع إلى دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان فاستقبله الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا ومن بينها الكنافة بالمكسرات كمظهر من مظاهر الإحتفال، وبعد ذلك انتقلت الكنافة إلي بلاد الشام من خلال التجار، ليتم تصنيعها بالعديد من الطرق المختلفة كثل الكنافة النابلسية والكنافة بالجبن والفستق.
الجامع الأزهر يحتضن مختلف الجنسيات على مدار العصور
يحرص العديد من الأفراد بإختلاف جنسياتهم وأعمارهم المختلفة على أداء صلاة التراويح فى كل عام بالجامع الأزهر ، الذى تعود بداية تأسيسه في 4 أبريل عام 970، حيث وضع الخليفة المعز لدين اللَّه الفاطمي، حجر أساس الجامع الأزهر، واستكمل بناء المسجد في شهر رمضان سنة 972م، وهو أول جامع بني في مدينة القاهرة، ليتحول لأقدم أثر فاطمي قائم في مصر.