"حتى لو هنسحب وأخسر مش هخلع الحجاب"، جملة رددتها يمنى منصور شلبي، الفتاة المصرية ذات الـ11 عام، والمقيمة في إيطاليا، حينما أبلغها مدربها الإيطالي، عن احتمالية فرض لجنة المسابقة العالمية للجودو، التي تشارك بها على خلع حجابها أثناء اللعب، كونها المحجبة الوحيدة بها، ولكنها صمدت تمسكاً بدينها وتقاليدها المصرية وحجابها الذي اعتبرته تاج على رأسها.
كانت "يمنى"، الفتاة المصرية المولودة في إيطاليا، ضمن 5 لاعبين تم ترشيحهم للمسابقة العالمية من محافظة بريشيا، التي تقطن بها مع أسرتها الصغيرة، التي قدمت من قرية "ميت الكرما"، إحدى قرى مركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، لتتغلب على جميع لاعبين المسابقة على مستوى إيطاليا، وتحصل على المركز الأول لبطولة الجودو.
شريط من الذكريات المترامية الأطراف، دار في ذهن أسرة "يمنى" عقب فوزها بالميدالية الذهبية، السبت الماضي في العاصمة الإيطالية، "بدأت لعبة الجودو من سنتين، بعد أكتر من لعبة كانت بتجربها، وصممت انها تستمر فيها لأنها حبتها من كل قلبها، واشتركت في فريق المحافظة JUDO RONIN ACADEMY، وقدرت إنها تتفوق وتكون من أوائل من تم ترشيحهم للمشاركة باسم المحافظة في المسابقة العالمية للجودو"، بحسب هند منصور، والدة البطلة المصرية، لـ"بلدنا اليوم"، من إيطاليا.
لم يكن المركز الأول، مجرد فوز بسيط خاص بـ"يمنى"، بل كان تكليل لمجهود سنوات من الجهد والحلم لأسرتها، " الحمدلله ربنا مضيعش تعبنا، باباها كان كل يوم في محافظة مختلفة، علشان تدريب يمنى، لأننا كنّا حريصين على حضورها جميع التدريبات الخاصة بها، حتى وإن كانت في محافظة تبعد عنّا أميال كثيرة".
ورغم الفوز الكبير، إلاّ أن ما عكّر صفو العائلة السعيدة، العنصرية التي تعرضت له البطلة المصرية، من عدم اهتمام الصحافة الإيطالية بها، كونها مصرية محجبة، "زعلت جداً، علشان محدش إتكلم عنها، رغم إن السنة إلى فاتت طالبة إيطالية فازت بالمركز الأول، وتم الاحتفاء بها، وتسليمها درع تكريم من قبل رئيس محافظتها، ولكن محدش اهتم بيمنى، ولم تأخذ حقها الذي يليق بها من اتحاد الجودو في ايطاليا ".
ومع المشاعر المختلطة، لدى الأسرة من فرحة الفوز والحزن على التقصير الإيطالي، تقف البطلة المصرية بصمود وفخر في تحقيق أحلامها، رافعة علم بلدها في البطولات الدولية، "يمنى رغم فخرها بالميدالية، واعتزازها بكونها مصرية، إلاّ أنها زعلانة على زمايلها إلي لم يحالفهم الحظ، وهي دي اخلاقنا كمصريين إلي بنحاول نتمسك بها في بلاد الغرب".
لن تتوقف أحلام البطلة المصرية، عند ذلك، بل تمتد لعنان السماء وصولاً إلى المونديال، "حلمها تروح المونديال، لأنها بتحب اللعبة، ولقت نفسها فيها، واحنا هنفضل معاها وفظهرها لحد ما نشوفها هناك بترفع علم وطنّا الحبيبة مصر".