تعد الأمثال الشعبية انعكاس واضح لخبرات السابقون، فلم تُضرب الأمثال هباءًا أو اعتباطًا، ونظرًا لقيمتها وأهميتها أصبحت هذه الأمثال إرث يتوارثه الأجيال جيلاً تلو الآخر، حيث أنها تحمل في طياتها الكثير من الحكم والمواعظ، ولأن وراء كل مثل حكاية ساهمت في نشأته وظهوره، سنعرض لكم في السطور القادمة، قصة مثل يعتبر واحد من أشهر الأمثال الشعبية في الوطن العربي، وهو مثل "المتعوس متعوس حتى لو علقوا في رقبته فانوس".
يرجع أصل هذا المثل إلى قديم الزمان، حيث كان هناك شقيقان يعملان في التجارة، ولكن كل منهما لديه تجارته الخاصة به، وفي إحدى الأيام خسر أحدهما تجارته ولم يصبح معه فلسًا واحدًا، وكانت عزة نفسه تمنعه طلب العون أو المساعدة من أحد، حتى لو كان هذا الشخص أقرب الناس إليه.
وعندما علم الأخ ما حدث لأخيه، قرر أن يساعده بشتي الطرق الغير مباشرة، حتى لا يجرح كبريائه من جهة ولا يمتنع أخوه من أخذ المساعدة من الجهة الأخرى، ولكن في كل مرة يفشل في مساعدته، لذا قرر أن يضع خطة مختلفة هذه المرة ليساعده، حيث قرر أن يدعو أخاه بأن يقضي معه بعض الوقت، وفي الوقت نفسه يترك له بعض النقود في الطريق الذي سيأتى منه.
ولكنه استغرب، بأن أخاه لم يخبره عن النقود التي وجدها في الطريق، فسأله عنها، فأجابه "أي النقود التي تتحدث عنها، فأنا لم أرى شيئا، لأني راهنت نفسي أن أسير وأنا مغمض العينين، وبالفعل نجحت"، فصاح أخاه غاضبًا "المتعوس متعوس ولو علقوا برقبته فانوس"، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المقولة مثلًا يردده الكثيرون حتى يومنا هذا.