دفن الموتى من الأمور الشعائرية التي فرضها الله على عباده لتكريم الإنسان، ومن هنا تأتي كل ديانة بطريقة مختلفة للدفن، إيمانًا منها بأن تلك الطريقة هى الطريقة المثلى لتكريم البشر على الأرض.
موتى المسلمين يتم تكريمهم عن طريق بناء مقابر لهم، بعد ان يتم تغسيل الميت وتكفينه كجثة واحدة، هذا ما يأمرنا به ديننا نحو تكريم الميت، ولكن ماذا إذا لم نلب فرضية الله تعالى ونكرم موتانا.
رفات الجثث وعظام الموتى بمقابر البساتين، تغرق فوق مياه الصرف الصحي المختلطة بالمياه الجوفية، دون تدخل المسؤولون لحل تلك المشكلة التي نهشت أجساد الموتي، وأصبحت المقابر مجرى لمياه الصرف الصحي.
الأهالى المقيمون بتلك المقابر، أكدوا أن هناك العديد من المقابر مقامة على أبار مياه جوفية، والجثث عائمة على الأرض، نراها ولن نستطيع أن نفعل شئ، ولم يفكر شخص في إنقاذ الموتى من الغرق في المياه.
قال مجدي 35 عامًا، إن هناك 6 جبانات تغرق فى المياه الجوفية، وهى تعتبر الأشهر والأقدم، وهى مقابر الإمام الشافعى ومقابر الإمام الليثى، وتقعا بمنطقة الكردى فى كوم غراب بحى مصر القديمة، ومقابر البساتين وتقع بالبساتين الغربية التابعة لقسم الخليفة، ومقابر السيدة نفيسة، ومقابر سيدى عقبة ومقابر التونسى بحى الخليفة.
أضاف: "عندما تقترب من تلك المقابر التي انغمست جثثها في المياه، ستجد رائحة كريهة جدًا، ولم تستطع الاقتراب منها، مضيفًا هو الإنسان مش مرتاح دنيا ولا آخرة".
وأضافت حليمة، 80عامًا، تسكن بأحد أحواش المقابر: "الحال ده مايرضيش ربنا أن واحد يدفن أبوه و بعد أسبوع يجد جثته غارقه فى مياه المجاري، موضحة أن أمواتنا اتخمروا فى مياه الصرف الصحى ومحدش بيعبرنا".
جدير بالذكر، أنه أثناء الجولة، وجدنا مقابر خاصة بعائلة "يوسف والي" وزير الزراعة الأسبق، غارقة في المياه، متسائلين أين أهالى هؤلاء الموتى لينقذوهم من الغرق؟!.
ومن هنا نناشد المسئولين بسرعة التحرك لإنقاذ الموتى من الغرق، لقد أمرنا الله بإكرام الميت قبل الحي.