وفقًا للعادة الصعيدية التي يعمل بها الكثير في وجة قبلي، عُقد قران الشابين دون أن يكون بينهما علامات للقبول أو الرفض، فلم يعرف أحدهما الآخر المعرفة التي تجعله يسعى للزواج، وبالفعل لم تكتب الأقدار أن تستمر هذه الزيجة كثيرًا، فقد تمكنت الشائعات من دق مسامسير الشك في قلب الزوج، حيث بدأ الخراب بين الزوجين، لتنتهى هذه الرحلة سريعًا، بحبل حول رقبة الزوجة يقطع صلتها بالحياة خلال جلسة عتاب داخل غرفة نومهم.
في الغالب لم تتسم القرى الريفية بانتشار الشائعات بين أرجائها على أحد الأشخاص، ولكن في تلك المنطقة المشؤومة تسللت شائعة إلى أذان الزوج خلال مروره في شوارع وطرقات قريته، وهو ما أصابه بحالة من الجنون وعدم الاتزان، فزوجته ابنة عمه التي حظي ووثق في أخلاقها بعد الزواج، ويعرف أخلاقها جيدًا لا يمكن أن يكون لها علاقة بما يدور على ألسنة الجالسين فى الطرقات، يتصيدون أخطاء المارة ويراقبون تحركاتهم ذهابًا وإيابًا.
لم يتحدث الزوج العشريني مع زوجته فيما سمعه على ألسنت الأهالي، وانتظر حتى يجمعوا في جلستهم كالعادة، ومازال لم يصدق ما سمع، ولكن حبه لها الذي جاء على خليفة الزواج، دفع الزوج لعقد جلست عتاب مع زوجته حتى يريح قلبه وينهي على الشكوك التي بداخله، وطلب منها أن تقسم على المصحف بعدم وجود علاقة تجمعها بأحد الشباب، إلا أنها أبت أن تفعل ذلك مستندة لكلمة قاطعة "إذا كنت بتشك في بنت عمك يبقى أعمل اللي أنت عايزه"، للتأكيد على أنها لا تخشى كلام الناس، وتثق فى أنها لا يمكن أن تلوث شرف زوجها وابن عمها.
الغيرة التي أنهكت الزوج أعمت نظره وقلبه عن الكلمات الأخيرة التى نطقت بها زوجته، فأمسك بـ "حبل" وضغط به على رقبتها حتى تعترف بالخيانة التي لا وجود لها إلا على ألسنة الناس، فأصرت على موقفها الصامد حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه وهو لا يدرى بأنها فارقت الحياة إلى عالم آخر لا يعرف إلا الحقيقة المطلقة.
محاولات الزوج بعد ذلك لإخفاء تفاصيل الجريمة والإدعاء بأنها توفيت نتيجة ماس كهربائي خلال استخدام غسالة الملابس، خوفًا من الفضيحة والعار، لم تستمر طويلًا بعدما أكد الطب الشرعى وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، لينهار بعدها الزوج ويقر بتفاصيل جريمته النكراء التى استند فيها على شائعات وأكاذيب يرددها الخبثاء صباحًا ومساء على المارين فى الشوارع والطرقات.
وأقر الزوج أمام أجهزة الأمن، بأنه قتل زوجته بعد أن حاصرته الشائعات فى القرية بوجود علاقة بين زوجته وأحد الشباب، قائلًا: "أعرف أخلاق زوجتى جيدًا لأنها ابنة عمي، لكن الشائعات التى كان يتغامز بها أهالى القرية أصابتنى بالجنون ودفعتنى لمواجهة زوجتى بهذه الاتهامات خلال جلوسنا بغرفة النوم يوم الحادث، فقالت لي أنت تعرف كل خطواتي وتذهب معي لأي مكان، وطلبت منها أن تقسم على المصحف فرفضت وقالت لي "إذا كنت بتشك في بنت عمك يبقى أعمل اللى أنت عايزه"، فقمت بخنقها بحبل حتى تعترف بالخيانة أو تقسم على المصحف، لكنها فارقت الحياة خلال ضغطي بالحبل على رقبتها، فقمت بوضع يدها فى الغسالة حتى تظهر الجريمة أنها توفيت نتيجة ماس كهربائي وعندما حضرت الشرطة أخبرتهم بذلك.
البداية كانت حينما تلقى اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا، إخطارًا بمصرع "نورا.ح.ع" البالغة من العمر 28 عامًا، ربة منزل، نتيجة إصابتها بماس كهربائي خلال استخدام غسالة الملابس، لكن تقرير الطب الشرعي أثبت وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، وتبين من التحريات الأولية أن زوجها "أحمد.ر.ع" صاحب الـ29 سنة، عامل، وراء ارتكاب الجريمة، لسماعه شائعات تتردد فى القرية عن ارتباطها بعلاقة مع أحد الشباب، فتم إحالة المحضر لنيابة أبو تشت التي قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة قتل زوجته عمدًا.