بدأت أولى جلسات مؤتمر ثورة 1919 بعد مائة عام، تحت رئاسة الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، الذي بدأ كلمته بوصف الاحتفال بثورة 1919 "بالظاهرة" ، لما لها من أهمية كبري منذ انتفاضة القاهرة الأولى والثانية وصولا إلى تلك الثورة، وأضاف أن ثورة 1919 لها عدة سمات منها أنها حركة شعبية خالية من أى تدخلات أخري خرج فيها الشعب ليوقف حركة الحياة بشكل كامل في حالة إضراب مدني لم يعرف من قبل.
ثم تحدث الدكتور سمير مرقص مقرر لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، الذي علق أيضا على الاهتمام بثورة 1919 هذا العام بأنه ينم على حب الشعب المصري وشغفه بمعرفة تاريخه ورموزه، وأضاف بأن ثورة 1919 كان نتاج "خلق منظم" كما علي الأربعين عام التي سبقتها وأشار إلى أن كثيرًا من الكتاب والمفكرين تناولوا أسباب قيام تلك الثورة وحللوا العقود التي سبقتها.
كما تحدث مرقص عن دستور 1932 وقال إنه رغم الاختلاف عليه لكنه فى النهاية هو بداية تأسيس الحركة الدستورية المصرية.
كما تحدث عن الحراك المجتمعي والنهوض الوطنى في العصر الحديث بداية برفض المصريين للحملة الفرنسية واختيارهم لحاكمهم وهو محمد على فى بداية القرن ،19 ثم التصدي للاحتلال الانجليزى إبان ثورة 1919، كما ألقى الضوء على بدايات القرن ال20 والحراك المجتمعي الذي حدث بها كذلك المطالبة بالاستقلاق وتشكيل الهوية المصرية وبخاصة بالدول العثمانية وبريطانيا العظمى.
واختتم بوصفه لثورة 1919 بأنها استطاعت تغيير وجه مصر من الظلمة إلى الإشراق والنور والحرية.
ثم تحدثت الدكتورة لطيفة سالم عضو لجنة التاريخ بالمجلس وأستاذ التاريخ الحديث بكلية الأداب جامعة بنها، عن الثورات والاحتجاجات فى العصر الحديث منذ عصر محمد على.
كما أشارت إلى الثورة العرابية وما واجهته من تعاون قوى داخلية وخارجية على اجهادها ونجاح المخطط البريطاني لاحتلال مصر.
كما تحدثت عن تائج إعلان الحرب العالمية الأولى التي ساعدت على قيام بريطانيا على دعم سياستها وأوضاعها فى مصر ونجاحها فى اسقاط التبعية العثمانية، كما حللت لطيفة سنوات الحرب الأربع التي اعتبرتها مقدمات لثورة 1919 والتي عانت مصر فيه من إجراءات تعسفية حيث أصبح السلطان حسين كامل ومن بعده أحمد فؤاد والوزراء المصريون مجرد تابعين للأوامر الإنجليزية، كما وصفت الأوضاع المالية والاقتصادية بالسيئة، مما جعل كافة الطبقات سواء العامة من فلاحين وعمال أو الطبقة الوسطى أو ملاك الأراضي من الغضب والتمرد، ولقد امدت الغضب كما قالت ليفرز اعتداءات وهبات انتقام من السلطة البريطانية، ومن كل هذا كما بررت أصبح المصريون في حالة استعداد وتأهب لتصعيد الأمور لتكون ثورة اسعالها سعد زغلول ورفاقه في 1919.