تعتبر الأمثال المصرية جزء من تكوين الشخصية والعقلية المصرية، كما أن ذاكرة المصريين مليئة بالعديد من الأمثال الشعبية، التي يتوارثها الأجيال، جيلاً تلو الأخر، ولأن وراء كل مثل قصة وحكاية، نعرض لكم في السطور القادمة قصة مثل، "اليوم خمر وغدًا أمر".
يردد الكثيرون هذا المثل، عندما يكونوا منهمكين ومنشغلين بأمر ما، حتى وإن جاءهم أمر أكثر أهمية من الشئ الذي يقوموا به، إلا أنهم لا يعيروه أي اهتمام حتى ينتهوا عما يقومون به.
ويرجع أصل هذا المثال، عندما كان إمرؤ القيس يعيش ويتجول في أحياء العرب مع رفاقة، وذلك بعد أن طرده أبوه من المنزل، فكان إذا وجد صيد يأكله ويشرب معه الخمر.
وقد أوصى والده قبل وفاته، أن من يتولى الملك من بعده، هو من يسمع خبر وفاته دون أن يجزع، لكن جزع أولاده جميعًا إلا إمرؤ القيس، فعندما سمع خبر مقتل والده، أثناء لعبه النرد واحتسائه الخمر، لم يهتم بل طلب من صديقه أن يرمي النرد، وقال لصديقه لن أفسد عليك اللعب، ثم قال إلى الناعي "ضيعني صغيرا، وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر".
واستمر إمرؤ القيس يشرب الخمر، حتى أخذ على نفسه عهدا بأن لا يأكل ولا يشرب الخمر، ولا يقترب من النساء حتى يأخذ بثأر أبيه.