يوجد في المجتمع المصري العديد من النماذج الناجحة التي تضيف الكثير للمجتمع، ومنها نموذج تعرفه شوارع بورسعيد، ولا يعرفه مسئولي المحافظة، رجل تجاوز الستون من عمره بقليل، يراه أغلب أهالي بورسعيد في الساعات الأولي وسط درجة حرارة منخفضة وأمطار غزيرة، يعمل في جمع القمامة بحي العرب ببورسعيد وهو "حاف القدمين".
وعلى الفور انتقلت كاميرا "بلدنا اليوم" له لنقل صوره حية من واقع الشارع المصري لمواطن شريف ليبدأ
يروى قصته
يعرف نفسه لـ"بلدنا اليوم" قائلًا: "أسمي عبد البديع البنداري محمد وعمري، ٦١عامًا، أعمل في حي العرب تابع لتحسين البيئة وأجري اليومي ٥٠ جنيه وإن تغيبت ليوم ضاع أجري".
وعند سؤاله عن سبب أنه حاف القدمين في هذا الجو شديد البرودة والأرض غارقة بالمياة قال: "تمزق حذائي وأنا في طريقي للعمل"، وعند سؤاله عن الظروف التي دفعت به إلى العمل في هذا العمر، وفي هذا الطقس
أجاب وهو يبكي قائلاً: "توفى إبنى شاب يبلغ من العمر 28عامًا وترك زوجته وثلاثة اطفال دون مأوى
وأنا من يعول الأسرة، وأنه من محافظة الشرقية ولضيق فرص العمل لمن بسنه سافر بحثًاً عن العمل في بورسعيد ويسكن فيما يسمى بعشة خشبية بناها بيده في حي الزهور ببورسعيد.
وعن سؤال حول لماذا لم يتوجه لرئيس الحي لعرض ظروفه الصعبة عليه لمساعدته، وصرف مبلغ من إحدى المؤسسات المعنية رد باكيًا وهو يرتعش من البرد ورافعًا إصبعه إلى السماء "الشكوى لغير الله مزلة "وكررها ثلاث مرات.
الشاهد هنا أن هذا الرجل تجسيد حي للرجل المصرى القديم الأصيل الشهم، والذى لا يعيبه نوع العمل، ولا يُعيقه ظروف طقس ولا مكان ولا زمان، رجل مسن يعمل حاف القدمين، ويشقى للقمة العيش ولا يسأل غير الله ليربى أبناء نجله المتوفى.