أثار قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الأيام القليلة الماضية قلقًا كبيرًا على الساحة، خاصة بعدما ترتب على هذا القرار العديد من القرارات الصادمة، والتي كان أبرزها محاولة تركيا الثأر من الأكراد المتواجدين بالمدينة، والتي خرجت علنّا تهددهم بدفنهم أحياء.
كذلك لم يمر القرار على روسيا وإيران واللتان بدأتا البحث عن مصالح كبرى من خلال المواقع التي كانت تسيطر عليها القوات الأمريكية، النظام السوري أيضًا هو الآخر كان سيحصل على الكثير من المكاسب حال تنفيذ هذا القرار، لكن وكعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر التراجع عن قرارة وعدم تنفيذه.
اليوم، أعلن مسؤولون بالإدارة الأمريكية، إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على منح الجيش حوالي أربعة أشهر لسحب القوات الأميركية، وقوامها 2000 جندي، من سوريا، مما كان بمثابة الصدمة الكبرى للحلفاء المتواجدون في سوريا وعلى رأسهم تركيا والتي استعدت بشكل كبير لعملية الانسحاب الأمريكي.
البعض تحدّث أنّ الزيارة الآخيرة لترامب إلى العراق، كانت سببا في اتخاذ قراراه خاصة بعدما أخبر قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، الجنرال بول لاكاميرا، إن الجيش أمامه عدة أشهر لاستكمال الانسحاب الآمن والمنظم، وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، بالرغم من كون قراره السابق بأنّ الجيش سينسحب في غضون 30 يومًا فقط.
الانسحاب البطيئ
وبحسب ما نشرته نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولون في الإدارة الأمريكية، فإنّ هذا القرار جاء متوافقا مع ما قاله السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الأحد، بعد اجتماع مع ترامب، استمر ساعتين، بشأن خطة سحب القوات الأميركية من سوريا، وقال بعده إن الرئيس الأميركي سيبطئ عملية سحب القوات.
وكان المخططون العسكريون يقولون إنهم يحتاجون إلى 120 يوما، أو أربعة أشهر، لتنفيذ قرار سحب القوات، بما يسمح لهم بتحديد المعدات الحربية التي ستنقل إلى مكان آخر في المنطقة، أو تلك التي ستترك للحلفاء أو التي ستعطل لمنعها من الوقوع في أيدي الحكومة السورية أو روسيا أو إيران.
حالة فوضى
وخفف الرئيس الأميركي من وطأة تصريحاته بشأن خططه سحب القوات من سوريا فورا، متحدثا عن خطة للقيام بانسحاب "بطيء"، معتبرا في الوقت نفسه أن إنجازاته في النزاع السوري تجعل منه "بطلا قوميا".
وكتب ترامب على تويتر "لو كان أي شخص غير دونالد ترامب فعل ما فعلته في سوريا التي كانت في حالة فوضى فاقمها داعش عندما أصبحت رئيسا، لكان بطلا قوميا"، موضحًا على أنّ "داعش اختفى تقريبا، ونحن نعيد جنودنا ببطء إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم، وفي الوقت ذاته نحارب فلول داعش".
وينتشر نحو ألفي جندي أميركي وأجنبي في سوريا لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، في قتال تنظيم داعش المتطرف الذي سيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق قبل أن يطرد منها خلال السنتين الماضيتين، ولا يزال موجودا في مناطق جبلية حدودية في البلدين الجارين.