البداية كانت يوم 26 يناير 1946 في بيت قديم قريب من ميدان الأوبرا ولدت سعاد حسنى بعد عشرة من الإخوة والأخوات، وكما كتب الصحفى ثروت فهمى في كتابه "أسرار النجوم".
وقال "فهمي" في كتابه: "كانت والدتها هي الزوجة الرابعة، أما الوالد فكان خطاطا معروفا وهو أول من كتب مانشيتات الصحف اليومية لكنه لم يهتم بتعليم أولاده، إحدى بناته كانت مغرمة بالرسم وأحد أولاده ملحن وعازف بالفطرة، وابنته نجاة تجيد الغناء مما جعل سعاد تتجه للغناء في أول حياتها فوقفت أمام ميكروفون الإذاعة وعمرها ثلاث سنوات كي تسجل لركن الأطفال "طولى شبر، وجهى بدر، صوتى سحر، كلى بشر".
وتابع: "انفصل الأب والأم بالطلاق فانتقلت سعاد وأمها وأشقاؤها إلى حى السكاكينى وعملت الأم في حياكة الملابس لتربى أولادها، ثم تزوجت الأم وكانت سعاد في الرابعة عشرة من عمرها، وحاول والدها تزويجها من ثرى عربى لكنها رفضت".
أضاف: "كان الكاتب عبد الرحمن الخميسى صديقا لزوج الأم عبد المنعم حافظ، ولمحها أثناء زيارته لصديقه وعلم أنها لا تعمل ولا تعرف القراءة والكتابة فضمها الخميسى إلى فرقة مسرحية ينوى تكوينها، وأوكل إلى إبراهيم سعفان تعليمها القراءة والكتابة واستوعبت سعاد التعليم في ستةأشهر، لكن فشل الخميسى في تكوين الفرقة واتجه إلى كتابة سيناريو فيلم "حسن ونعيمة" وفكر في أن تقوم سعاد بدور نعيمة لكن المخرج هنرى بركات رفض واختار فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ للفيلم، واحتكم الاثنان إلى عبد الوهاب الذي اقترح وجهين جديدين للفيلم سعاد ومحرم حسين الذي تم تغيير اسمه إلى محرم فؤاد".
واستطرد "فهمي" في كتابه: "من هنا جاءت البداية السينمائية للممثلة والنجمة سعاد حسنى ورغم بدايتها البسيطة إلا أنها كانت قادرة على تذوق الأعمال الفنية والأدبية وهذا هو السبب في نجاح جميع أعمالها إلى جانب دقتها ووعيها في اختيار الموضوعات وحرصها على التعامل مع أجهزة الإعلام".
وأردف: "حرصت سعاد حسنى على أن تضم مجالسها الصفوة المثقفة لدرجة أن من يجالسها يتخيل أنها خريجة الجامعة ويرجع ذلك إلى أنها جعلت ثقافتها من مدرسة الحياة".
وأضاف: "تعتبر سعاد كنجمة موهبة ووجه جميل جذاب وقدرة على التعبير وشخصية جذابة ومؤثرة مما جعلها قمة في عملها، وقد أجريت معها عدة حوارات نشرت بمجلات الفن وآخر ساعة وغيرها.. فهى ترى أن أزمة السينما قاصرة على من لا يحققون الإبداع، وأن قيمة الفنان في قدراته لا في مظهره".