”الوزير يعترف بالتقصير”.. نظام الثانوية الجديد يفضح طارق شوقي

الاربعاء 16 يناير 2019 | 01:37 مساءً
كتب : سارة محمود

«تسريب الامتحانات ».. كلمة من المعتاد أن يسمعها الجميع مع تقليد وزير التربية والتعليم منصبه، ليصبح الشغل الشاغل والحمل الثقيل الذي تعاني منه الوزارة  طوال العام الدراسي، وبالرغم من التصريحات الكثيرة من المسئولين بشأن برامج بديلة للقضاء عليها، والكثير من القرارات والإجراءات الرسمية للقضاء عليها مثل تجريمها، وإطلاق وزارة التربية والتعليم مؤخرًا منظومة التعليم الجديدة، في خطوة حاولت من خلالها تحسين مستوى التعليم ومحاربة الدروس الخصوصية وتسريب الامتحانات في آن واحد، إلا أنها مازالت تمارس على أرض الواقع.

        

"السماح للطالب بفتح الكتب في امتحان الثانوية العامة بنظام الـ"open book"، خاصية جديدة أعلن عنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لممارستها طلاب الصف الأولي الثانوي، اعتبارًا من العام الدراسي الجاري، وذلك ضمن منظومة التعليم الجديدة والتي تضع على رأس أولوياتها القضاء على الدروس الخصوصية وظاهرة الغش المتكررة وإلغاء كافة الأسئلة الذي تعتمد على الحفظ وليس الفهم، ولكنه كان مخطئًا خاصة وأنه لم يستطيع على القضاء على التسريب لينقلب الأمر عليه رأسًا على عقب.

 

حيث أثار تسريب بعض امتحانات الصف الأول الثانوي التي يؤديها طلاب الثانوية العامة خلال الفترة من 13 حتى 24 يناير الجاري، ردود أفعال واسعة، وانتقد أولياء أمور تكرار حوادث التسريب، وأعلنت الوزارة فتح تحقيق فيما تردد حول تسريب امتحانات الصف الأول الثانوي.

 

رفع الراية البيضاء

"تسريب الامتحانات في اليوم الثالث على التوالي دليل على أنه يوجد ثقافة تتطلب مناقشتها".. كلمات بسيطة أعلن بها الدكتور طارق شوقي، أمس فشله فى إدارة الأمور والتحدي للقضاء على الظاهرة، وبالرغم من تصريحاته الصادمة للجميع، إلا أنه برر ذلك  قائلًا "نقدر نوقف تسريب الامتحانات ووقفناه خلال العامين الماضيين ولكن هذا حدث بطريقة أقرب للطرق العسكرية من خلال تدخل القوات المسلحة والداخلية وشركات التأمين، بتكلفة تصل لمليار ونصف المليار جنيه، اليوم أتأكدنا من المرض الذى أصاب مجتمعنا، من أول الإصابة بالامتحان الغير محسوب المجموع بغرض نشر البلبلة واكتساب بنط لدى الطلاب".

 

وتابع: "الطلاب الذين شيروا الامتحان رافضون لفرصة التعليم رغم أن الامتحان تدريبي وبلا درجات، ولو الطالب غش وبحث عن التسريبات فهذا قراره، ولكنه خسارة ولم يعد نفسه للقادم ولا يلوم إلا نفسه"، مؤكدًا أن امتحان نهاية العام سيكون على التابلت لمعالجة الأمراض القائمة، والأسئلة بلا تدخلات للعناصر البشرية.

 

التسريبات مضرة للطالب

وواصل: "من اعتمد على تسريب اليوم لن يجده المرة المقبلة، والتسريبات تضر الطلبة ولن نأخذه تجاهها أي إجراء ولن نضيع مليار ونصف عشان نزوق مشكلة من الأجدر لنا أن نعالجها، والعبرة امتحانات نهاية السنة، والطالب اللي ضيع فرصته أذى نفسه، والوزارة ستجرى تحقيق داخلة لمعرفة".

 

وأضاف :"اللي عارف مصلحته هيدخل ويحل وهيفهم طبيعة الامتحانات وسنساعده على ذلك، وسنجرى امتحان تجريبي آخر حتى يتم إتقان ذلك من قبل الطالب، واللى مش عارف مصلحته بقوله راجع نفسك".

 

موقف ثابت

 وبالرغم من إعلان الوزير الهزيمة، إلا أن أمينة خيري، المتحدثة باسم وزارة التربية والتعليم، لا زالت تنفي كل ذلك، مؤكدة أن درجان الامتحان غير محسوبة، والامتحان تدريبى قائم على طريقة مختلفة تعتمد على الفهم وليس الحفظ.

 

وقالت "خيري"، إن وزير التعليم يحاول إحداث تغيير في ثقافة التعليم والتعلم، مؤكدة أن هناك استحالة تامة لحدوث أي نوع من أنواع التسريب في الامتحانات القادمة لأن الأمر سيكون إلكترونيًا.

 

وأشارت المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إلى أن ما حدث يؤكد أن المجتمع يعانى أمراض كثيرة تقف بيننا وبين عملية إصلاح التعليم.

 

تبرئة الوزير

بينما قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب، إنه لا يمكن محاسبة الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني، على تسريب امتحانات الصف الأول الثانوي، وظاهرة الدروس الخصوصية، خاصة وأن منظومة التعليم الجديدة الذي أعلن عنها الوزير لم ينحصر إلا في كجي 1، 2، والصف الأول الأبتدائي والصف الثاني، ووضع الامتحانات فقط.

 

وأوضحت "نصر"، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن الامتحانات التجريبية للصف الأول الثانوي تمر بالعديد من الخطوات ليصل في النهاية إلي يد الطالب، ولذلك فإن السبب الرئيسي للتسريب يرجع إلي القائمين على النظام وليس الوزير.

 

وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أنه لا يزال الفساد يتمركز فى كافة الوزرات والمؤسسات، والدليل على ذلك عمليات القبض المستمرة على المرتشين، وبالرغم من ذلك إلا أن الخلل بوزارة التعليم أصبح محدود أكثر من السنوات الماضية، مطالبة بتغليظ العقوبة على مرتكبي تلك الجرائم والذي يفسد جيل بأكمله وليس فرد بعينة.

اقرأ أيضا