تاريخ عريق من «العلاقات المصرية الإماراتية» تتخللها الأصالة والعروبة

ترتبط مصر بالأمة العربية، ارتباطًا وثيقًا بالعروبة، والتاريخ والثقافة واللغة والمصالح المشتركة، وليس عند هذا الحد، بل هو ارتباط الماضى والحاضر والمستقبل والمصير الواحد لذلك، كان تفاعل مصر مع محيطها العربي شديدًا عبر كل الحقب و العصور، واضطلعت مصر دائمًا بدور مهم ثقافيًا وإعلاميًا و سياسيًا في الإطار العربى.

وتنير سماء الخليج العربي، سُحب من العلاقات المصرية الإماراتية، التي بُنيت بعلاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الاقليمية والعالمية، لاسيما محاربة الارهاب والفكر المتطرف.

كما تقوم العلاقات على أساس  الشراكة الاستراتيجية لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات.

وكانت مصر من أولى الدول التي أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971، كما ساندت دولة الإمارات مصر في حربها عام 1973 من أجل تحرير أراضيها.

كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف في مصر، وعلى الجانب الفكرى ساهمت مصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي،من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.

وشهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، و تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف ، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.

أما على الصعيد الاقتصادي، فشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تقارب وتعاون ودعم واستثمار بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني عشر مليار دولار.

وتحتل الإمارات  المركزَ الأول دوليًا وعربيًا من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر ، لتصل الى 6.2 مليار دولار في مقارنة ب6 مليارات دولارعام 2016.

ولم تنته العلاقات عند هذا الحد، بل شهدنا في الآوانه الأخيرة، توقيع الهيئة القومية للإنتاج الحربي اتفاقية مع شركة "الفلاح" للخرسانة الجاهزة الإماراتية، للتعاون فى مجال إنتاج الخرسانة سابقة التجهيز وعالية الإجهاد بكل مواصفاتها الفنية، ودراسة إنشاء كيان مشترك للإنتاج والتوريد.

وقال اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي: إن الوزارة مؤسسة صناعية كبرى تمتلك إمكانيات تكنولوجية وصناعية وبحثية وخبرة كبيرة في مجالات التصنيع، ويوجد بها أطقم فنية مدربة.

وأضاف في بيان أمس، أنه تم التعاون مع شركة الفلاح في مجال إنتاج الخرسانة الجاهزة للسوق المصرية لتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أبريل، أن العلاقات بين مصر والإمارات تمثل نموذجاً مثالياً للتعاون الاستراتيجي البناء بين الدول العربية، منوهاً في هذا الإطار بجهود دولة الإمارات الفعّالة في تعزيز العمل العربي المشترك.