”نقيب المنشدين” لـ”بلدنا اليوم”: غزونا العالم بالعمة والجلباب.. ومدرسة الأب الروحى «ياسين التهامى» لن تتكرر

الخميس 17 يناير 2019 | 05:21 مساءً
كتب : إيناس رأفت

الشيخ محمود التهامى نقيب المنشدين:

احتفاليات آل البيت وموالدهم فرض عين.. ومدرسة الأب الروحى «ياسين التهامى» لن تتكرر

الألحان عبارة عن وحى.. و«ربنا يرسل لى المدد والفتوحات» على خشبة المسرح

غزونا العالم بالجلباب والعمة.. ونسعى لإدخال المهنة للدراما التليفزيونية

شعار «الإنشاد فى مواجهة الإرهاب والتطرف» ساهم فى اهتمام الدولة بالمجال

 

 شهادات تقديرية وأوسمة فخرية محلية وعالمية تزين أرجاء المكان تنظر لكل شهادة فيها وكأنك تستبيح أن تقرأها جميعا وكأنك فى أيقونة فنية لن تتكرر، حالة من الهدوء الروحى تعم أرجاء المكان، من ثم ننتظر لقاءنا بالشيخ محمود ياسين التهامى ابن الشيخ "ياسين" المنشد الصوفى العالمى فى مصر، من بعدها يكون لقاؤنا بابتسامة وسلام وسعة صدر يستقبلنا الشيخ محمود التهامى نقيب المنشدين فى مصر، وحبيب الملايين بروحه وصوته العذب الذى جذب حب الناس إليه.

 

 

ولم يقتصر هذا الحب له محليًا فقط؛ بل جذب أنظار العالم الخارجى أيضًا وأصبح قامة مشهورة عالميًا وعربيًا، مدرسة العشق الصوفى التى طالما اعتدنا عليها منذ شمس الدين التبريزى، وجلال الدين الرومى، والنقشبندى، مدارس لن تتكرر فى هذه الأزمنة، سنكون واضحين إذا قلنا أن روح ومدرسة التهامى لن تتكرر أيضًا، فمنذ أيام قليلة انطلقت احتفالات مولد الإمام الحسين فى مصر وشهد حب وإجماع الملايين خاصة أنه كان بحضور "نقيب المنشدين" محمود التهامى لإحياء الليلة الختامية لمولد الحسين فى مصر، ومن أجل هذا كان لجريدة "بلدنا اليوم" لقاء خاصا معه للكشف عن كواليس عمله وشهرته ذات السيط الواسع، والرد على بعض الأسئلة الوجودية التى تدور فى أذهاننا.

 

 

وإلى نص الحوار.

هل مدرسة التهامى لن تتكرر مرة أخرى فى مصر؟

 فى رأيى أن مدرسة التهامى تعتمد على فن من الصعب الوصول إليه، ويدعى فن الارتجال لمدة طويلة وفن التوحد مع مقام الكلمة واللحن، فهذه مدارس من الصعب التوحد معها، لأنك قبل انطلاقك فى الابتهال لا بد أن تنطلق روحك وتعيش فى حالة العشق الإلهى وحب البيت وآل البيت، لذالك مدرسة التهامى فريدة من نوعها.

 حدثنا عن موهبتك وسبب حب وتهافت الملايين من الجمهور عليك؟

لا شك أننى تأسست على يد والدى ياسين التهامى وفى بيت يعقد بصفة استمرارية مجالس الذكر؛ فكان لذلك خبرة وتأثير على عشقى التصوفى، والله أنعم على ودخلت المعهد العالى، والأوبرا المصرية، بإضافة لتعلمى كورس الكونسرفتوار وهو معهد موسيقى غربية لتعليم الفن، حيث أنعم على الله بتعلم الموسيقى كى أتمكن من إثقال الموهبة بالدراسة.

كما أن الإطلاع والقراءة؛ أمران غاية فى الأهمية، فبالرغم من مرور الوقت وسنين الخبرة التى اكتسبتها فى هذا المجال؛ إلا أننى حتى الآن أطالع وأذاكر وأطلع على القصائد والمعاجم اللغوية، وأرجع مرة أخرى لأنظر فى الشعر، والأدب، وأحضر جلسات صوفية، ومع ذلك أتنقل عبر مواقع التواصل الاجتماعى لأنظر إلى أين وصل العالم؛ كى أتمكن من مواكبة العصر فى الشعر الصوفى.

 

 

 

حدثنا عن إحياءك لحفل مولد الحسين؟ وما السر فى تزاحم الملايين لحضورك الليلة الختامية؟

الجمهور اجتمع قبل إحياء الذكرى بعدة أيام وعندما علموا بقدومى فى هذا اليوم؛ ازدحم المكان من محبين البيت وآل البيت، وذلك منذ الساعة الرابعة عصرا حتى قدومى لإحياء الليلة، الساعة العاشرة مساءً، وأنه تمكن من إشعال الساحة لمدة 4 ساعات رغم أن ظروفه الصحية لا تسمح له بالوقوف طوال هذه الفترة.

وبضحكات مرتسمة على وجهه متذكرًا تلك الليلة، قائلا إن ما دفعه للوقوف طوال هذه الليلة أن هناك ثمة أمر بالغ قد جمعت الحبيب مع محبينه وهو تلاقى الروح حيث تلاقينا فى روحانيات عالية مما دفع الجسد لعدم الشكوى حتى سيطر على العقل بمتابعة الحفل وجعلنى أنسى أى أمر آخر سوى الهيام والعشق فى حب آل البيت وآل الرسول وهو السر الذى دفع الناس للتزاحم عليه، وهو أنهم نسوا أمر العقل والجسد وأصبحوا فى حالة روحية عمت الجميع.

والتدريب الروحى يجعل الإنسان يستوعب من يمدح، ومع من يمدح، ففى النهاية اجتمعنا فى مدح سيدنا النبى، لذلك أتمنى من الأجيال القادمة أن يتأهلوا لذلك وهو "وصف النبى ومقامه"؛ فهذه الأمور تحتاج إلى تدريبات.

 

 

هل هناك تقصير إعلامى بشأن الصوفية فى مصر؟

كان هناك تجاهل إعلامى حقيقى بشأن التصوف الدينى، ولكن حاليًا هناك اهتماما خاصا من الدولة فى مجال الإنشاد الدينى والسبب فى انتشار هذا أننى أنشأت شعارا يسمى "الإنشاد فى مواجهة الإرهاب والتطرف"؛ بحيث نأخذ الشباب من ثقافة العنف والتطرف إلى ثقافة الروحانيات والمحبة، فبالتالى الدولة راعت ذلك المجال، ولكن بفضل الله فى الفترة الأخيرة أصبح الاهتمام الإعلامى بقرارات رئاسية بدليل أن فى كل ذكرى نجد المنشديين منتشرين على الساحة الإعلامية.

 

هل هناك تعاون مشترك بينك وبين وزارة الثقافة؟

هناك بالفعل بروتوكول تعاون بينى وبين وزارة الثقافة المصرية والوزيرة إيناس عبد الدائم، وصندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور فتحى عبد الوهاب، وقصر الأمير طاز، ونسعى جاهدين لإقامة العديد من الحفلات الدينية فى مصر.

 

 

ما تعليقك على من يقولون إن أغلب مشجعى التهامى من الصعايدة؟

أنا وأبى من قِبْلى، نمثل للصعايدة الظلم الذى حدث فى الصعيد من إهدار فى حقه الإعلامى والمهنى، وحقه فى أشياء كثيرة؛ لذلك الصعيد عمومًا يلتمس فينا بفضل الله أولًا أنه على أيدينا فتحنا بلادا فى الإنشاد الدينى وسعينا لإدخال مجال الإنشاد الدينى فى العديد من الدول لذلك دخلنا الابتهالات والإنشاد الدينى فى كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية والثقافية ولم ندعه يكون مقصورًا على مناسبة معينة؛ بل العكس فقد استطعنا نشره فى الأفراح والأحزان، وقد غزونا العديد من المحافظات والدول بالإنشاد، ونسعى حاليًا أن ندخل الإنشاد الدينى فى الدراما التليفزيونية لذلك الصعيد يشعر أننا غزونا الوجه البحرى والغربى، ففى النهاية أنا رجل صعيدى وأنتمى لعائلة صعيدية.

 

 

صف لنا مشهد استقبال الدول العربية لفنك؟

فى الحقيقة غزونا العالم بالجلباب والعمة، ففى أول زيارة فى الجزائر وبلاد المغرب العربى فوجئت أن أغلب الجمهور يعرفنى خاصة فيما يتعلق بالزى الرسمى الخاص بى، الممثل فى الجلباب والعمة، وفوجئت باستقبال الجمهور حتى أننى شعرت أنى مشهور فى هذه البلاد مثل مصر وأكثر، وكذلك الحال بالنسبة لتركيا ودبى وتونس فبمجرد ظهورى بالجلباب والعمة يتهافت جمهور المغرب العربى حتى يأخذوا صور السيلفى معى.

 

 

 

 

 

 

هل هناك احتمال لتكرار مدرسة التهامى فى مصر مجددًا؟

"مصر ولادة" ولكن مدرسة الأب الروحى للمهنة وهو ياسين التهامى لن تتكرر لأن كل من سيدخل بها سيظلم، ولكن هناك الكثير من الشباب على الساحة باختلاف أماكنهم الصوفية لكنهم لديهم قبول جمهورى.

 

 

ولكنى أحاول سعيًا فى تأسيس أولادى من بعدى، وكذلك فى العائلة يوجد بها من يقوم على هذا الفن، ولكن ياسين التهامى حالة فريدة لن تتكرر، وحتى ننشئ حالة جيدة على الساحة؛ لابد أن يكون هناك تدريب وفوق كل شىء القبول عند الجمهور، فرغم الخبرات المتواصلة لديه استطاع تكوين 29 صفحة "سى فى" خاصة به مكتوبة وهذا من ناتج الأعمال لديه.

 

 

 

 

شرط فرضه عليك والدك لدخول المهنة؟

اشترط على أن أكون مدرسة مستقلة، بشرط أن "أقُلَّد ولا أقَلِّد" والسر فى ذلك أن يستطيع محمود التهامى وراثة المهنة عن أبيه، ويُكوِّن مدرسة أخرى خاصة به، ولكن مدرسة والدى قد تغلبت على بالتأكيد، وهى مدرسة الارتجال.

 

 

 

 

لماذا حرم الغزل العذرى فى فترة السبعينيات من القرن الماضى؟

تم مهاجمة فن الغزل العذرى فى فترة السبعينيات، من الحكم أنه حرام، ولا يوجد هناك سبب مقنع لذلك، وكيف والنبى- صلوات الله عليه- قيل هذا الفن أمامه ولم يعترض، والكثير من الشعراء أثنوا فى مقام الغزل العذرى ولكن فى هذه الفترة كان هناك تشدد، ثم بدأ من بعدها يدخل علينا فأصبح حراما؛ مما نتج عنه أن أى رجل يغازل زوجته "حرام" ومن ثم أى شخص يغازل غيره أو يشدو به أصبح حراما.

ثم بحثت فى ذلك وأتيت بالشعر العربى فى فن الغزل العذرى، حتى ننقى الأذهان وندعم ثقافة هذا الفن وثقافة اللغة العربية، لذلك تعاقدنا مع مزيكا فى ألبوم "مزكها بالفصحى" حيث تقوم فكرة الألبوم على "البوب، والروك، والصعيدى"، وغيره، وبفضل الله تم نجاح الألبوم بشكل كبير.