تفترش أرض السيدة نفيسة، بِقِطَع من عرق جبينها، تحرص على رصّها بشكل منمّق، طامحة في جذب الصغار، العالقين مع آبائهم في عشق آل البيت، بملامح تحدّها القوة، والسعي من أجل لقمة العيش.
تقف بائعة الطبل، على مدار أيام مولد السيدة نفيسة، على قدم وساق، من أجل كسب قوت يومها، "أنا بشتغل في حاجة لها سوق، والموالد وقتها، وكمان رمضان والأعياد، فالأطفال بيحبوا أوي يغنوا ويطبلو في المناسبات دي".
لا تستعين "أم محمد"، بأحد في عملها إلاّ الله، وتعتمد بشكل كامل على موهبتها في صنع "الطبلة"، ودأبها على العمل، "بشتري كارتون غزل، من مصانع الغزل والنسيج، وأقصه بشكل دائري مفرغ وألون جوانبه، وأحاول غلق الفتحتين بالجلد، وأثبت حزام على أحد الجوانب، علشان يسهل على الطفل حمل الطبلة".
تبيع أم محمد، الطبلة الواحدة بـ10 جنيه، بعيدًا عن جشع التجار واستغلالهم للبائعين، "الواحدة بتكلفني 7 ونص، وأبيعها ب10 جنيه، فأنا بعمل شغلي بنفسي وأصنعه وأوزعه جملة".
تّعد أم محمد، التي ترعى 6 أولاد، إحدى السيدات العاملات، التي تحاول توفير حياة كريمة لأولادها، والعمل على بقائهم في التعليم، " أنا معايا 6، وفي مدارس، مش عايزاهم بتشردوا، علشان كدة بنزل في الموالد، بالطُبل، و في الايام العادية بمشي بحبة بلالين، يدخلولي أي فلوس".
يقين أم محمد، بموهبتها وإرادتها، في تسيير شئون حياتها بمفردها، جعلها أقوى وأكثر حماسًا لرسم مستقبلها بيديها، "شغلي خاص ومش باخد من غيري، وبحاول دايما أطور من نفسي واتقن شغلي بنفسي".