حلم المونديال على أرض المحروسة فى 2030
عبد المنعم عمارة: يحتاج لتكاتف المسؤولين وفتح الباب للاستثمار فى المجال
طه إسماعيل: يجب أن يكون فيها شىء من العقل.. وننتظر تنفيذها
بدرة: يجب تخصيص لجنة من الآن للعمل على توافر الإمكانيات اللازمة لتحقيقها
البطيخى: طموح يحتاج لجهد مضاعف ودراسة جيدة.. وسنقدم كل الدعم والمساندة
إيفيلين: علينا الاقتداء بنموذج «روسيا 2018».. وندعو «صبحى» لمناقشة خطته فى البرلمان
انطلقت صافرة نهاية مباراة مصر والسعودية معلنة خسارة منتخب الفراعنة بنتيجة هدفين لهدف، وخروجه بصفر من النقاط متذيلا ترتيب المجموعة الأولى بكأس العالم.
وعقب هذا الخروج الذى وصفه كثيرون بالمهين، ومع بدء البحث فى أسباب الخروج، انتقد البعض حالة التسيب والهرج التى سيطرت على معسكر المنتخب فى روسيا واختراقه إعلاميًا.
وبعد عودة البعثة طالب البعض بإقالة اتحاد الكرة، ومن ثم حدث تغيير فى الحكومة، شمل وزارة الشباب والرياضة، حيث تم الاستغناء عن خدمات المهندس خالد عبد العزيز والاستعانة بالدكتور أشرف صبحى، الذى صرح بأن الوزارة ستعمل وفقًا لـ"رؤية الدولة 2030"، بقوله: "سنعمل على استضافة كأس العالم 2030 وأولمبياد 2032"، ليعيش الشارع الرياضى حالة من الذهول بعد التصريحات الأخيرة لوزير الشباب والرياضة بشأن تقديم ملف استضافة كأس العالم 2030، وهو ما قابلته وسائل التواصل الاجتماعى بالسخرية والاستهزاء، فيما اعتبره البعض خطوة سابقة لأوانها.
ومن جانبهم عبر المسئولون عن اللعبة بتفاجئهم من تصريحات الوزير، لكنهم فى ذات الوقت أشاروا إلى قدرة "صبحى" على فعل ذلك، لامتلاكه الإمكانيات اللازمة، ولكن البداية الحقيقية لنجاح هذا المشروع تكون بالاهتمام بالبنية التحتية أولًا وبناء الملاعب الرياضية التى لا بد وأن توصف بالعالمية، وتقديم ملف مميز يحمل أحلام المصريين إلى أبعد الحدود.
ونستعرض خلال التقرير التالى آليات تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، وهل بالفعل ستكون مصر قادرة فى 2030 على استضافة مثل هذا الحدث، وهل الدولة قادرة على توفير الميزانية التى تحدث عنها وزير الشباب، وهل يمكن النهوض بالبنية التحتية من ملاعب ومراكز شباب استعدادا لهذا الحدث.
كشف الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة، عن نية مصر فى التقدم بطلب تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 وأولمبياد 2032، والتحضير لهما من الآن.
وقال صبحى، إننا نحضر لمشاريع عديدة فى الفترة المقبلة بمشاركة كبار لاعبى مصر، مضيفا: "نحلم بتنظيم كأس العالم 2030، ولماذا لا نفكر فيها من الآن، أيضا تنظيم أولمبياد 2032 نفكر فيها".
ولفت الوزير الجديد إلى أنه بالفعل قد بدأ تنفيذ برنامج رعاية الأبطال الأوليمبيين بالتنسيق مع اللجنة الأوليمبية فى تحديد اللاعبين المتوقع تأهلهم لأوليمبياد 2024 و2028 ومن منهم يستطيع حصد ميداليات أوليمبية.
وشدد على أن الوزارة ستتكفل خلال الفترة القادمة برعاية أبطال مصر، الذين قدموا مستويات رائعة بدورة البحر المتوسط، رعاية طبية ورياضية وفسيولوجية، بكل العلوم المتطورة، تجعلهم ينافسون منافسة حقيقية لا شرفية.
وقال إن هناك مشكلات وتحديات تواجه الشباب فى المجتمع المصرى، فالشباب هم شريان مصر وعمودها الفقرى، وسنحتضنهم لتطوير قدراتهم.
وشدد الوزير على أن الحصول على بطل أولميبى فى أى لعبة سواء جماعية أو فردية يستلزم الاهتمام من المنبع سواء المدرسة أو الجامعة أو مركز الشباب، مشددًا على أن الوزارة ستوليهم اهتماما خاصا خلال الفترة القادمة.
وصف عبد المنعم عمارة، وزير الشباب والرياضة الأسبق، الحديث عن استضافة مصر لمونديال 2030، بأنه "الحلم الجميل" والإنجاز الذى نتمنى جميعًا تحقيقه، ولكن الموضوع لا يكمن فيما يريده وزير الشباب والرياضة، أشرف صبحى، ولكن فى البداية يجب أن ننظر إلى الخريطة كاملة، أولًا هل توجد لدينا ملاعب قادرة على استقبال هذا المحفل الكروى الضخم؟ وهل نملك طرقا ووسائل مواصلات جيدة؟ وفنادق إقامة لمعسكرات اللاعبين؟
وتابع عمارة، يجب على الحكومة أن تتجاوب مع ذلك القرار، وهناك دور كبير على الدولة لتوفير كل الإمكانيات التى نحتاجها للإقدام على مثل تلك الخطوة، مشيرا إلى أننا لم نأخذ صفرا فى كرة القدم من الفراغ ولكن من جميع الأشياء المحيطة بها، لذا لابد من وجود تكاتف من جانب كل مسؤول فى الدولة حتى يتم الاستعداد لهذا الأمر بالشكل الأمثل.
وأما عن كيفية حل أزمة الملاعب، قال إنه ظل لفترة طويلة كوزير للشباب والرياضة ولم يبن ملعبا، فنظرًا لقلة الإمكانيات؛ كان يقوم فقط بإصلاح الموجود، ولكن عند دخول الاستثمار ستصبح هناك ملاعب جيدة مثلما وعد المستشار ترك آل شيخ ناديى الأهلى والزمالك بإنشاء ملعب خاص بكل منهما.
وعند الحديث عن كيفية منافسة الدورى المصرى مع الأندية العالمية من خلال الاستثمار، تساءل عمارة، هل الاستثمار نعمة أم نقمة؟ أنا أرى أن الكرة عبارة عن استثمار ومال، فمثلًا نادى أرسنال الإنجليزى يملكه أمريكى، وأيضًا نادى تشيلسى صاحبه الروسى رومان إبراموفيتش، أنا لا أعلم ما هى المشكلة لدينا فى دخول المستثمرين فى الدورى المصرى، فى ظل أن أغلب الأندية تعانى من قلة الإمكانيات، فعند وجود مستثمر؛ سنجد من يصرف عليها ويدعمها بصفقات، وأتمنى من الجميع مساندة وفتح أبواب الاستثمار فى مصر.
وقال إن أغلب الأندية مثل الزمالك، كانت تعيش على عائد المحال التى تتواجد خارج أسواره، مشيرا إلى أن دخول تركى آل شيخ للاستثمار فى مصر؛ سيفتح الأبواب على باقى المستثمرين للدخول إلى الأندية، وأتوقع أن الدورى المصرى سيزداد قيمته التسويقية، خاصة أننا لدينا لاعبون مميزون سواء محليين أو دوليين، بعيدا عن إخفاق المونديال.
وأنهى عمارة حديثه، بأننا نشغل أنفسنا بالحديث السطحى عن أن نادى الأهرام سيكون بمثابة ضربة موجعة لقطبى الكرة المصرية اللذين يخشيان نجاحه فى حصد البطولات منهما، لكننا لا بد أن ننظر إلى الناحية الاستثمارية التى ستنهض بالدورى المصرى واللاعبين والأندية والمنظومة ككل.
وقال طه إسماعيل، نجم النادى الأهلى ومنتخب مصر السابق، يجب أن يكون هناك شىء من المعقولية فى التصريحات التى تخرج على لسان أى مسئول، فمصر لا تصلح لتنظيم كأس العالم بأى حال وأى وقت، يجب على كل مسؤول قبل أن يقدم وعودًا أو يصرح بشىء؛ أن يكون حريصا، لأنه يعلم جيدًا أن مصر لا تستطيع تنظيم كأس العالم، الآن، ولكن الوزير يأمل فيما بعد فهذا أمر جيد للغاية وننتظر التنفيذ.
وتابع نجم النادى الأهلى: لا يمكننا الحديث عن ذلك فى ظل الفارق الكبير فى الإمكانيات بيننا وبين الدول المنافسة، فنحن لا يوجد لدينا جمهور متواجد فى المدرجات لحضور المباريات فبأى عقل نستضيف كأس العالم بدون جمهور، وأين الملاعب والمنشآت التى تؤهل لذلك، المغرب فى الثلاث نسخ الماضية قبل أن تعلن عن استضافتها المونديال، نجحت فى تطوير البنية الأساسية والإنشائية الخاصة بها، وبعد ذلك تقدمت بملف الحصول على استضافة المونديال.
وأكد أيمن بدرة الناقد الرياضى، أن حديث وزير الرياضة الجديد أشرف صبحى عن تنظيم مونديال 2030 حلم نسعى جميعًا لتحقيقه، مشيرا إلى أن الوزارة تمثل الدولة فى هذا الأمر خاصة أن الدولة وضعت استراتجية للنهضة فى كل المجالات عام 2030، أيضا لا بد من التنسيق مع كل الاتحادات فى الألعاب المختلفة، حتى لا تُنسى الرياضة فى هذه النهضة، وأنا متيقن من حدوث طفرة فى الكرة المصرية.
وأضاف بدرة، أن الرؤية لا ينبغى أن تقتصر على كرة القدم فقط، فهناك محمد صلاح فى كل الألعاب سواء جماعية أو فردية، لكن يحتاج لتهيئة المناخ العام حتى يستطيع تحقيق إنجاز، لافتا إلى أن بعثة المنتخب فى دورة البحر المتوسط حققت إنجازا كبيرا، لذا ينبغى وضع هذا الإنجاز كأساس والبناء عليه، خاصة أن أولمبياد طوكيو 2020 قاربت على البدء، وأعتقد أن أبطالنا مستعدون لها بشكل مميز.
وشدد على أنه لإثبات حسن نية الوزير الجديد بشأن الحديث عن تنظيم مونديال 2030 وأوليمبياد 2032 وأن تصريحاته ليست مجرد كلام، يجب تخصيص لجنة من الآن للعمل على هذا الأمر، تقوم بالتنسيق مع الاتحادات المختلفة ومتابعة ما تحتاج إليه البنية التحتية من تكاليف، فعلى سبيل المثال لتنظيم حدث مثل كأس العالم لا بد من توافر ملاعب مجهزة على أعلى مستوى وفنادق لإقامة البعثات وغيرها.
ولفت بدرة، إلى أن من وظائف اللجنة، متابعة ما تقوم به اتحادات اللعبات الجماعية وقطاعات الناشئين والتنسيق مع مراكز الشباب للحصول على بطل أوليمبى أو منتخب يستطيع المنافسة فى هذا الحدث التاريخى.
ومن جانبه قال النائب سمير البطيخى، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن خطة الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، طموحة وبادرة أمل لتطوير الرياضة فى مصر، مضيفًا أنها تحتاج إلى الكثير من العمل وبذل الجهد والعطاء.
وأضاف البطيخى، أن وزير الشباب والرياضة الجديد، ينتظره الكثير من العمل الشاق، مشيرًا إلى أن الأهم من الأدلاء بالتصريحات وعقد المؤتمرات الصحفية هو العمل على التنفيذ الفعلى لهذه الخطة، فلا بد من تطوير البنية التحتية للملاعب.
وعن تصريحات الوزير بشأن تقديم مصر ملفا للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، أوضح "البطيخى" أن الأمر يحتاج إلى بذل جهد مضاعف، ودراسة الأمر جيدًا قبل أخذ أى خطوة فيه، لافتًا إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة، فلا تزال ذكريات فضيحة كأس العالم 2010 والخروج بصفر فى الملف المقدم للفيفا -فى ذلك الوقت- فى الوجدان، موضحًا أن المنافسة تكون كبيرة بين الدول لتقديم ملفات أفضل لاستضافة الكأس، وعلينا تقديم الملف الأقوى للفوز بالاستحقاق وشرف الاستضافة.
وأشار "البطيخى" إلى أن مصر لا تمتلك إلا استادين فقط مؤهلين لاستقبال محفل عالمى مثل نهائيات كأس العالم، وهما استاد القاهرة الدولى فى العاصمة، واستاد برج العرب فى الإسكندرية، مؤكدًا أن الوزارة سيكون عليها توفير العديد من الملاعب الرياضية العالمية القادرة على مجاراة أحدث الملاعب فى العالم، فالأمر يحتاج إلى موارد وميزانية ضخمة، ولكن الأهم فى الوقت الحاضر هو تطوير البنية التحتية ومعالجة المشاكل المتعلقة ببعض الأندية وتطوير الرياضة فى الداخل قبل التفكير فى استقبال حدث بهذه الضخامة.
واختتم بأن اللجنة ستقدم كل الدعم والمساندة للوزير الجديد من أجل النهوض بالرياضة المصرية وتقديم الأفضل للشعب، موضحًا أن الجميع يأمل فى تحقيقه لوعوده، والتى ستمثل نهوضا حقيقيا للكرة المصرية، بقوله: "اللجنة المشكلة من المجلس أوصت بالفعل بالموافقة على برنامج الحكومة، لكن الموافقة ستعلن صراحة فى الجلسة العامة للبرلمان إحدى يومى 15 أو 16".
وفى نفس السياق أكدت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن الجميع يحلمون بحصول مصر على أحقية استضافة كأس العالم 2030، مشيرة إلى ضرورة توفير كل المتطلبات قبل عرض الملف، من إدارة جيدة وملاعب ترقى للمنافسة العالمية والتواجد الشبابى فى المدرجات وغيرها من الأمور الهامة.
وأوضحت أن تنظيم كأس العالم 2018 فى روسيا، كان مدهشًا ونموذجا يحتذى به، لافتةً إلى أن التنظيم يحتاج إلى بروتوكولات معينة، والتى نأمل فى تطبيقها على أرض الواقع فى مصر، لنكون على استعداد لعودة الجماهير من جديد إلى المدرجات دون التخوف من وقوع مشادات أو مشاحنات.
وأضافت متى، أن كل وزير جديد يضع العديد من الخطط ويعرضها، ولكن فى النهاية لا يتم تنفيذ أى منها، متابعةً: "سننتظر ونرى ما سيقدمه الدكتور أشرف صبحى، ونأمل أن يطبق كل ما يقوله لخدمة المنظومة الرياضية".
ولفتت عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إلى أن اللجنة تنتظر حضور الوزير إلى البرلمان لفتح باب المناقشة مع أعضاء اللجنة حول المستقبل الكروى فى مصر، وعرض خطته بشكل مفصل لتقوم اللجنة بدراستها وإضافة التعديلات عليها أو تقديم المقترحات بشانها لتحقيق ما هو أفضل للرياضة.
وأعربت عن تفاؤلها الكبير بدخول مصر لعالم الصناعة الرياضية عما قريب، مشيرةً إلى أن الخطة الوزارية الجديدة ستكون البداية الفعلية لهذا الأمر.
وأوضحت متى، أنه بمجرد الموافقة على برنامج الحكومة فى الجسلة العامة المقبلة للبرلمان؛ سيتمكن وزير الشباب والرياضة من القيام بمهام عمله، وتنفيذ ما وعد به من مشروعات تهدف لتطوير المنظومة الرياضية بشكل عام، مؤكدةً أن اللجنة ستقف بجواره لتقديم الأفضل، كما كانت تفعل مع الوزير