تتقرب تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي؛ من أجل مساندتها في الأزمة الطاحنة والانهيار المتتالى لليرة التركية، والتي تمر بها طهران؛ وذلك بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن عليها؛ بسبب رفض تركيا الإفراج عن القس الأمريكي المعتقل في اتهامه بالتجسس، حيث عاقبت واشنطن تركيا عقوبات اقتصادية بفرض رسوم كبيرة على منتجاتها من الألومنيوم والصلب، مما أدى إلى انهيار الليرة وتهديد الاقتصاد التركي بالضياع.
وقد حاولت تركيا سلوك طريق التقرب لدول أوروبا، من خلال الإفراج عن الصحفية الألمانية ”مشاله تولو” المتهمة بدعم الإرهاب، في دولة دعم الإرهاب، وترحيلها إلى بلادها "ألمانيا"، حيث سافرت من إسطنبول إلى شتوتجارت، الأحد، بعد أن تراجعت تركيا عن قرار منعها من السفر بينما تنتظر المحاكمة في اتهامها بأنها عضوة في منظمة إرهابية.
واتهمت الصحفية الألمانية بأنها عضو في منظمة إرهابية، وبأنها نشرت دعاية إرهابية بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان في 2016، وأُفرج عنها في ديسمبر بعد احتجاز استمر 8 أشهر.
وتحدثت تولو إلى الصحفيين في مطار "شتوتجارت" حول اقتحام منزلها من رجال شرطة ملثمين في منتصف الليل في أبريل العام الماضي، وأنهم أيقظوا ابنها من النوم وأساءوا إليها وهم يفتشون شقتها قبل أن يلقوا القبض عليها، فيما تعهدت بأن تواصل النضال من أجل المسجونين في محاولة الانقلاب، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وقالت تولو: "قد أكون هنا اليوم لكن مئات الزملاء والنشطاء المعارضين والمحامين والطلاب، 70 ألف طالب في السجون، ما زالوا مكبلين، بالتالي لا يمكنني أن أشعر بالسعادة حقا لأنني غادرت الدولة التي كنت فيها في السجن، لأنني أعلم أن شيئا لم يتغير".
وأشارت إلى أنها ستعود إلى تركيا لتمثل أمام المحكمة، رغم خشية القبض عليها مرة أخرى، ويذكر أن (سوات كورلو)، زوج "تولو" وهو صحفي أيضًا، يواجه اتهامات مماثلة ولم يُسمح له بمغادرة البلاد.
وطالبت ألمانيا بإطلاق سراح مواطنيها المسجونين، وبعضهم من أصل تركي، كشرط لتحسين العلاقات مع أنقرة، حيث ساءت علاقات البلدين بعد أن أدانت ألمانيا اعتقال نحو 50 ألف شخص في تركيا وإيقاف أو فصل 150 ألفا آخرين من أعمالهم، بينهم مدرسون وقضاة وعسكريون.
وسيبدأ مسلسل التنازلات من تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث إنه الملاذ الوحيد لطهران لخروجها من أزمتها؛ وذلك بسبب القروض الكبيرة التي حصلت عليها تركيا من دول الاتحاد الأوروبي.