تفاصيل تنشر لأول مرة عن رخام الكعبة الذي اشتراه مهندس مصري

الجمعة 21 ديسمبر 2018 | 03:53 مساءً
كتب : عماد الحسيني

تفاصيل تنشر لأول مرة عن رخام الكعبة الذي اشتراه مهندس مصري «يا شمس الدين وحصنا الحصين، وعشق العاشقين بحوارك طمأنينة وسكينه، يا قبلة المسلمين» يا مكة يا حبيبة المصطفى قال عنك أنك لأحب بلاد الله إلى قلبه، ونحن على عهده وسنته متبعين نحب ونقدس كل ما أوصانا به.. وهو مثله كمثل باقي الصالحين أفنى حياته وعمره في خدمة الحرمين.. آن الأوان ليكرم ويصبح لسان صدق في الآخرين أنه المهندس محمد كمال إسماعيل.

 

«وين أودي وجهي من رب العالمين».. هذا ما قاله عندما سأل عن جزائه من تصميم الحرمين المكي والنبوي، ورفض ملايين الريالات من بكر بن لادن جزاء عمله واكتفى بإعطاء الإسلام أفضل هدية عندما صمم وأشرف على الحرم المكي حتى خرج بهذا الشكل البديع، وهو مصمم الحرم النبوي بمآذنه البيضاء وتصميمه الفريد بكل أناقته وجماله وروحانيته.

 

عاش بعيدًا عن الأضواء.. مجهول عند الكثيرين، أول مهندس مصري، أشرف على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين واستمر بنائه على امتداد 14 قرنًا، عاصر جميع ملوك السعودية من الملك عبد العزيز إلى الملك سلمان، وكان دقيقا جدا في التصميم والإشراف وكان لا يجامل أحد أبدا في عمله، حتى كسب ثقة الجميع ومحبتهم.

 

المهندس محمد كمال إسماعيل عاش وحيدًا حتى تزوج في سن 44، وأنجب ابنا واحدا فقط، ثم رحلت زوجته، وعاش وحيدا متفرغا للعبادة حتى وافته المنية وقد تجاوز المائة عامًا قضاها في خدمة الحرمين الشريفين، بعيدًا عن الإعلام والأضواء والشهرة والمال.

 

رخام الحرمين الأبيض الذي ينعم المؤمنين والطائفيين حول الكعبة به وبرطوبته، كأنهم في جنة.. أخذ منه الكثير حتى تظفر به مكة المكرمة لتكون جزء من الجنة في رائحتها وطيب المكان حيث كان نوع نادر لا يوجد غير في جزيرة باليونان، صمم على شرائه حتى يمتص الحرارة تمامًا لشراء رائحة الطائفيين وتأتي هذه القصة عندما ذهب المهندس المصري إلى جبل صغير في اليونان.

 

وتبين أن «إسماعيل» تعاقد علي شراء الكمية الكافية للحرم من الرخام الأبيض وكانت نصف الكمية الموجودة، وعاد به وتم فعلا وضع الرخام في كل أرضية الحرم المكي، و تمر السنوات وبعد خمسة عشر عاما تطلب الحكومة السعودية منه وضع نفس نوع الرخام في الحرم النبوي بالمدينة، فحزن وشعر بالخوف خاصة أن هذا النوع من الرخام نادر ولا يوجد علي الأرض برحابتها من هذا النوع من الرخام إلا في منطقه صغيره باليونان، وهو في القديم اترى نصف الكمية فخاف أن يكون النصف الأخر قد باع.

 

ولكن المجازفة في سبيل الله أهم أنواع الجهاد وامتثل للآية الكريمة «لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا»، وقضي المهندس محمد كمال طريقه كله في الدعاء، حتى وصل إلى الشركة وطلب الرخام ولكن كانت صدمته عندما علم أنه بيع عقب شراءه منذ 15 عامًا، فحزن كما لم يحزن من قبل وغادر ولكنه أوصى أن يعرفوا هوية المشتري، وترك له عنوانه في الفندق.

 

ولكن الله استجاب لدعائه فقبل سفره بساعات جاءه اتصال من الشركة بعنوان مشتري الكمية الأخيرة، وكانت المفاجأة إنها كانت شركة سعودية فتوجه إليها وسأل رئيس مجلس إدارتها عن الرخام وماذا فعل به فتبين أنه مازال بالمخازن منذ سنوات لم يستعمله، فبكى المهندس الكريم كالطفل وطلب منه شرائه من أجل الحرم النبوي وحكي له القصة فرفض أن يأخذ درهم واحد وأودعه في سبيل الله وتم وضعه في الحرم النبوي.. رحم الله النابغة العبقري المصري الذي ساهم في تطيب أفضل وأطهر مكان في بقاع الأرض.

اقرأ أيضا