عمل تميم على جذب الدول الكبرى بجواره، لتكون طريقًا سهلا تسانده للخروج من أزمة المقاطعة العربية، فحاول من خلال أمواله استعطاف العديد من الدول الاقتصادية الكبرى وعلى رأسهم أمريكا وفرنسا وغيرهم من الدول التي لها تأثير وقوي في الاقتصاد بل القوة العالمية بأكملها.
قبل عام كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رفض هدايا قدمها إليه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة رسمية قام بها إلى الدوحة قبل سنة؛ الأمر الذي ما أثار دهشة المسؤولين القطرين، خاصة وأنّ الهدايا لا يمكن أن ترفض ولم تحدث في سابقة من قبل أن رفض مسؤولوا دولة هدايا نظيره من دولة أخرى كما حدث مع تميم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من السفارة الفرنسية في قطر قوله: "في أثناء تلك الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، أرسل لنا ديوان أمير قطر مجموعة من الهدايا لتقديمها إلى الرئيس كما جرت العادة، لكننا تلقينا أوامر من قصر الإليزيه بإعادتها إلى أصحابها".
وأوضحت "لوفيجارو" السبب في رفض الرئيس ماكرون للهدايا وهو شعوره بالحرج بعد أن تم الكشف عن استلام عدد من السياسيين لهدايا من السفارة القطرية بباريس أثناء الحملات الانتخابية في فرنسا، والتي علق عليها ماكرون حينها بأنه يرفض أي نوع من أنواع المجاملات من طرف قطر.
وسخر دبلوماسي خليجي متمرس، لم تكشف الصحيفة عن هويته، من رفض الرئيس الفرنسي للهدايا معتبرا أنه "تصرف فظ"، داعيا إياه إلى أن يقتدي بوزير الاقتصاد الحالي، برونو لومير، الذي تلقى ساعة فاخرة من طراز "باتيك فيليب"، أهداها إليه الأمير تميم.
وذكر العديد من الخبراء بأنّ تلك الهدايا كاد من الممكن أن تضع ماكرون في مشاكل عدة هو بالفعل يحاول الابتعاد عنها، بالإضافة إلى أنّ قطر كانت في تلك الوقت محط أنظار العالم خاصة بعد ضلوعها في دعم وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في الوطن العربي ومحاولة نشر الفتنة في عدد من البلدان الأخرى، مما دفع ماكرون للابتعاد عن كآفة تلك المشاكل ورفض استلام هدايا تميم له .