صورة مميّزة تعكس شخصيّة صاحبها، وجسد يعبّر عن الكثير من الحكايات، يشكلان أيقونتا الإبداع، لدى "محمد جابر"، الذي استطاع أن يصنع عن طريق دمج الواقع بالخيال، أُطُر تحمل بين جنباتها عوالم مختلفة من الجمال.
بتصفّح أعماله، تجده حوّل فنانوا مصر، إلى أبطال خارقين داخل إحدى أفلام الكرتون، وتارة استطاع بفنه أن ينقلهم إلى أبعاد أخرى من الزمن، يصل إلى الجلوس على القمر، محتفياً بمناسباتهم الخاصة بطريقة عمادها الإبداع الذي يقطع أنفاس الناظرين.
منذ 7 سنوات، عمِد جابر، الذي يعمل كمدير في إحدى الشركات في دبي، إلى تعلم فن التصميم الفوتوشوب والجرافيك، بمجهود ذاتي من خلال برامج "اليوتيوب"، حتى استطاع أن يثقل موهبته بالدراسة في مجال الدمج الصور.
يقول جابر لـ "بلدنا اليوم"، "لم تتوقف حدود شغفي، مع مرور السنين، ظلّ حلمي في سبر أغوار عالم التصاميم، شغلي الشاغل، حينما أرى تصميم أو بوستر معين، أشعر بقدرتي على خلق تكوين مختلف للصورة، لأني بشوفها بشكل مختلف، فيه نوع من الخيال والإبداع".
ومنذ عام، انبثقت فكرة جديدة لدى جابر، قوامها "فنانو مصر"، "قررت العمل على صور الفنانيين في مصر، ولكن واجهتني صعوبة التطبيق، وتصوريهم بشكل شخصي، لظروف عملي خارجها، وقتها اعتمدت على إحساسي في اختيار الصورة المعبرة عن الفنان، ودشنت صفحة "Mgpexel"، على السوشيال ميديا، لنشر شغلي عليه".
كانت الفنانة "أيتن عامر"، أول من قام جابر بعمل صورة إبداعية لها بطريقته الخاصة، لافتًا إلى أن أول دعم له كان من نجوم "مسرح مصر"، "الحمد لله بيدعموني في كل شيء، فبدأت الناس تعرفني".
وعن طقوس اختيار جابر لصورة فنان بعينه، للبدء في عملية الدمج، تابع: "صورة الفنان نفسه هي اللي بتفرض عليّ فكرة بعينها، وأكشن الوجه والجسم، علاوة على إن شخصية كل فنان بتنعكس في التصميم، وببقى متأكد وأنا بعملها إنها هتليق عليه وتعجبه".
وتفاوتت ردود أفعال الفنانين على صورهم، المصنوعة بإبداع جابر، "فيه فنانين بيكتفوا بإرسال إيموشن شكر، وفيه تانيين بيشكروني، ويضحكوا على الصور، ويشاركوها على صفحاتهم الشخصية بالسوشيال ميديا، مثل أوس أوس ومحمد عبد العزيز، ومحمد عبد الرحمن، علاوة على إنهم بيقولو رأيهم في صور زمايلهم من الفنانين، وده في حد ذاته نجاح".
ولم يكن يدري جابر، أن تحوز الصورة المدمجة للفنان محمد محمود عبد العزيز، مع والده، على كل هذا الاحتفاء والإعجاب من الجميع، "مكنتش متوقع الشبه الكبير بين الأب وابنه، ولكن لما ركزت في التفاصيل، وقمت بالدمج، اكتشفت كم الشبة الرهيب بين الإتنين، وعلشان كدة بعتبرها أكتر صورة عزيزة على قلبي، وبفتحر بها".
لم يقتصر اختيار جابر، على الفنانين فقط، بل استطاع أن يحتل مكانة داخل قلوب متابعيه، بتطويع موهبته من أجلهم أيضًا، "كل فترة بنزل في الاستيوري الخاص بصفحتي على الانستجرام، عن قبول طلبات تصاميم جديدة للمتابعين، بدون أي مقابل، وبلاقي ترحيب كبير وسعادة بعتبرها أحد ثمار مجهودي، وتكليل للنجاح".
ويحلم جابر، بدخول عامل الفن، وتصميم البوسترات، حيث الفن الذي برع فيه، بالإضافة إلى إنشاء استيدوي خاص به، خاص بالتصوير، "حلمي إستيديو كامل للتصوير، كل جزء فيه بشكل مختلف، لخدمة أفكاري في التصميم، ومحاكان ما يجود به الخيال".