لم يعلم "محمد عاطف أحمد" صاحب الـ 26 سنة، أن حياته تنتهي بهذه الطريقة المأسوية، حينما أقدم علي إلقاء نفسه من الطابق الـ 12، مساء الجمعة الماضية، ليفارق الحياة في الحال.
على الرغم من أنه كان يواظب على الصلاة وكان محبوبًا لدي جيرانه،، "كان شديد التدين ولا أعرف حتى اسمه إلا يوم الواقعة بحسب ما أكده "عمر. م"، شاهد عيان لـ "بلدنا اليوم".
مشهد مخيف، دارت كواليسه، بين جوانب شارع بدر التابع لمنطقة حدائق القبة، بعدما سالت دماء المنتحر، الذي لم يراه أحد من أسرته ولا جيرانه: محمد انقطع عن الدراسة لسنتين، بسبب ظروفه الصحية والنفسية، ورجع الدراسة مرة ثانية، وكان فى انتظار نتيجة الامتحانات، حيث كان في السنة الأخيرة من كلية الصيدلة" هكذا روي عم الطالب المنتحر اللحظات الأخيرة في حياته الذى لم يتوقع أن "محمد" يقدم علي إنهاء حياته.
وتابع: "يوم الواقعة كان هو ووالدته في المعادي، وطلب منها أن يرجع للمنزل، وبالفعل تركها، وده كله حصل بعد ما صلى الظهر في مسجد بالمعادي، وبعد العصر عرفنا بالخبر، الله يرحمه كان كويس بس نصيبه كده"ـ لتضيف زوجة حارس العقار: "آخر مرة رأيت فيها الضحية وهو يخرج من صلاة العصر في الزاوية المقابلة للعقار، طلع لوالده، وبعد نص ساعة لقينا حاجة بتقع من فوق، مجاش في بالنا غير إن حد من السكان رمى شنطة زبالة من فوق".
بخطوات بطيئة خرجت زوجة حارس العقار لتعرف مصدر سماع الشيء الذى هز أرجاء المكان: "فتحنا البوابة لقينا الله يرحمه في الأرض واقع على جنبه اليمين، وما بين ما سمعت الصوت وطلعت قدام البوابة، كل ده ماأخدش 30 ثانية مكنش فيه حد واقف من أسرته نهائيًا، بعدها بـ 5 دقايق كان والده بيبص من البلكونة ونزل يجرى على السلم من الدور آخر دور".
ترجع الأحداث عندما ورد لرئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، إشارة من المستشفى العام، مفادها وصول جثة الطالب، "محمد عاطف أحمد"، 26 سنة، ومقيم حسين عبد الظاهر سابقًا، وشارع بدر حاليًا، إثر إصابته بتهشم في الجمجمة والمخ وكسور متفرقة بالعظام في أنحاء جسده.
وبالانتقال والفحص تبين أنه مريض نفسي، ولا وجود لشبهة جنائية في الحادث، وباستدعاء والده، الذي يعمل معلم، في إحدى المدارس، أقر بأن نجله يمر بحالة اكتئاب منذ فترة زمنية ويعالج على إثرها، ما دفعه للتخلص من حياته، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيقات التي امرت بتصريح دفنه.