جاءت من أقصي الصعيد تعرض منتجات سهرت ليالي لإعدادها، ولم تستلم للفقر وترضي بالحصول على إعانات من فاعلي الخير، فاختارت الطريق الصعب بأن تكسب قوت يومها من عرق جبينها، وأن تكون الإعاقة مجرد حبر على ورق.
بدأت نادية محمد، من محافظة أسوان، في سرد قصتها قائلة: "إنها ليست المشاركة الأولى لي في معرض ديارنا للأسر المنتجة والحرف اليدوية، فهذه هى السنة الخامسة التي أتواجد فيها في المعرض، حيث أشارك فيه مع أولادي وقد بدأت في تعلم حرفة التطريز وصناعة الحلي من والدتي وجدتي التي كانت تهتم بتعليمنا الحرف اليدوية وصناعة المشغولات اليدوية".
وأضافت: "نشأت منذ نعومة أظافري وأنا أشاهد جدتي وعمتي يقومن بصناعة الحلي وتطريز المشغولات، وفي هذه السن الصغيرة بدأت أراقب مايقومان به وأعجبت جدًا بهذه الحرفة، وعندها تعهدت جدتي بمساعدة والدتي وبدأت أتعلم فنون الحرفة وبالتدريج أصبحت أقوم بصناعة المشغولات ببراعة شهد لها الجميع في قريتنا".
وتعود نادية قائلة: "عندما تزوجت اعترض زوجي في البداية علي قيامي بهذه الحرفة، حيث كان يرى إنها عديمة القيمة ولم تكن هناك معارض في هذا الوقت".
وتضيف: "صعوبات كثيرة وجدناها في التسويق، نظرًا لوجودنا في أسوان وبعيدًا عن صخب المدن المزدحمة، ما جعل زوجي يشعر بعدم قيمة ما أقوم وكان يري فيه نوعًا من الانشغال عنه وعن مسئوليات الأسرة والبيت ولكن مع بدء معرفتنا بمعرض ديارنا للأسر المنتجة وبداية مشاركتي به بدأ زوجي يدرك أهمية ما أقوم به".
وأشارت: "بدأت التسويق للمنتجات التى أصنعها بيدي، وبدأت الأرباح تدخل إلينا حينها شعر زوجي بأهمية ما أقوم به كما أشارك في معارض أخرى من تنظيم وزارة التضامن والشئون الاجتماعية، ودائما ما تلقي المنتجات التي أقوم بصناعتها إعجاب الجمهور حتي أن بعض المشترين يقومون بشراء أكثر من قطعة، وأحيانًا يطلب أحد الزبائن كمية كبيرة من قطعة تلاقي إعجابه".
ودعت نادية السيدات لتعلم الحرفة، معتبرة أن تلك الحرف ليست للمطلقات والأرامل كما يفهمها البعض، وأنها لكل سيدة فنانة عندها حس وذوق فني.