كشف ارتفاع درجات الحرارة العالمية عن مناظر طبيعية قديمة، دُفنت لعشرات الآلاف من السنين تحت الجليد.
وتشير دراسة جديدة حول النباتات التي تم جمعها من 30 بقعة جليدية في جزيرة "بافن" الكندية، إلى أن الغطاء النباتي لم يظهر إلا مؤخرا، بعد اختفائه لأكثر من 40 ألف سنة تحت الغطاء الجليدي.
ويمكن القول إن المنطقة تشهد أحر قرن خلال 115 ألف سنة. وفي حال استمر الاحترار العالمي عند هذه المعدلات، يحذر الباحثون من أن الجزيرة الجليدية يمكن أن تصبح خالية تماما من الجليد، في غضون قرون.
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Nature Communications"، استخدم فريق البحث التأريخ بالكربون المشع لتحليل 48 عينة نباتية من بقع "بافين" الجليدية، بما في ذلك الطحالب القديمة والأشنيات المحفوظة منذ فترة طويلة في مواقع نموها الأصلية.
وقال سيمون بندلتون، المعد الرئيس وباحث الدكتوراه في معهد "Arctic and Alpine": "حرارة القطب الشمالي ترتفع في الوقت الحالي أسرع بمرتين إلى 3 مرات من بقية العالم، لذا من الطبيعي أن تتفاعل الأنهار والبقع الجليدية بمعدل أكبر مع هذه التغيرات".
وجمع الباحثون عينات من الموقع في أغسطس الماضي، حيث جمعوا نباتات قديمة من ارتفاعات مختلفة. كما أخذوا عينات من الكوارتز في مواقع التجميع، لتحديد عمر وتاريخ الغطاء الجليدي.
وقال بندلتون إن "إزالة النباتات الميتة بكفاءة من المناظر الطبيعية تحدث بشكل طبيعي، لذا، فإن عمر الكربون المشع لجذور النباتات، يعكس آخر مرة كان فيها الصيف دافئا، في المتوسط، كما في القرن الماضي".
وحلل الباحثون العينات في المختبر، وقارنوا البيانات التاريخية التي أعيد بناؤها من بقع الجليد لتحديد ما تغير. وتشير النتائج إلى أن درجات الحرارة الحديثة، التي تشهدها المنطقة القطبية الشمالية، هي الأكثر حرارة في قرن واحد، في آخر 115 ألف عام.
وقال جيفورد ميلر، كبير الباحثين وأستاذ العلوم الجيولوجية بجامعة كاليفورنيا في بولدر: "خلافا لعلم الأحياء، الذي أمضى مليارات السنين الماضية في تطوير خطط تجنب التأثر بتغير المناخ، فإن الأنهار الجليدية ليست لديها استراتيجية للبقاء".
ويشير الباحثون إلى أن الاتجاهات المرصودة في العينات غير معتادة، وهي علامة على البيئة سريعة التغير.
وقال بندلتون: "عادة ما نتوقع رؤية أعمار نباتية مختلفة في ظروف طوبوغرافية مختلفة، ولكننا لم نر أي شيء واضح مثل هذا من قبل".