خلال أيام عاد من جديد شيخ السلفيين ياسر برهامي ليثير الجدل بعد إعادة تداول كتابه فقه الجهاد، هذا الكتاب الذي يحتوي على عدة فتاوى اعتبرها الكثيرون خارجة ووصفوها بالشاذة، تلك الفتاوى التي أثارت الرأي العام المصري لارتباطها بشكل كبير باحتفالات الأقباط وبعض الأعياد التي تعد مقدسة لدى المصريين إلّا أنّ مشايخ السلفية اعتبروها منكرا وحرام، ولا يمكن الاحتفال بمثل تلك الأعياد.
"فقه الجهاد" لياسر برهامي أثار جدلا في السابق بعد نشره لأول مرة لكنّه لم يتم منعه بل استمر متداولا ينهل منه الكثيرون ويتأثرون بالفكر المتواجد به، حتى يتم إعادة نشره من جديد على المواقع الخاصة بهم وكأنّهم يحاولون خلق ذريعة كبرى بين أبناء الشعب المصري.
البرلمان هو الآخر بعد صمت لفترات طويلة، خرج ليشن هجوما على قيادات السلفية وعلى رأسهم الداعية السلفي ياسر برهامي، ولم يكتفي بالهجوم فقط بل طالب الأوقاف بمنع هؤلاء من الصعود للمنابر مرة ثانية لأنّهم من تسببوا في ذريعة ونشر الفتنة في شوارع المحروسة لذا يجب اتخاذ قرارات صارمة تجاههم، بالإضافة إلى التحقيق فيما يسمى بكتاب فقه الاجتهاد لشيخهم ياسر برهامي.
فقة الجهاد.. القنبلة الموقوته لبرهامي وأتباعه
يعد كتاب فقه الجهاد أخطر الأسلحة الفعالة والموقوته التي يحاول برهامي نشرعها في الشارع المصري، هذا الكتاب الذي يحمل في طياته أفكارات تجاوزت الأفكار التي تنادي بها داعش، هذا الكتاب الذي يشهد ظهورا واختفاء بين الحين والاخر خاصة بعدما يحدث الجدل الكبير حوله، لكنّ الكتاب عاد للساحة مجددا قبل عدة أيام خاصة بعدما تم نشره على موقع أنا السلفي الموقع الرسمي للدعوة اليسلفية، هذا الكتاب الذي يشرح خلاله برهامي فتاوى ويفسر آيات قرآنية كثيرة كانت كفيلة أن تثير الشارع المصري.
وفى السطور القادمة نقدم أبرز ما جاء فى كتاب «فقه الجهاد» لياسر برهامى فى محاولة لإلقاء الضوء على أوجه التشابه بين الدعوة السلفية وما تتبناه من مناهج وبين أفكار الجماعات المتطرفة، بل وما تتبناه الجماعات المنطرفة من أفكار الدهوة السلفية.
في بداية الكتاب يشرح برهامي قضية الجهاد، تلك القضية التي اعتبرها الشيخ السلفي وتابعيه هامة بل خطيرة، فلها الأولوية العظمى في حياة المسلمين جميعا، وخاصة المسلمين الأوائل الذين اتخذوا من الجهاد كطريقا للجنة، استطاعوا فتح الكثير من البلدان العربية وغيرها ونشروا الإسلام في كل ربوعها، كان هذا حال الجهاد قديما لكن حديثا ووفقا لرؤية برهامي بعدما ترك المسلمون الجهاد خسروا الدنيا والآخرة وبعدما كانوا معزين باتوا في ذل ومهانة.
ويستكمل برهامى في كتابه فقة الجهاد، شرح معنى الجهاد وفقا لما تراه الدعوة السلفية وليس لما يراه الإسلام والقرآن والسنة ، وبعد تقديم آيات القتال والجهاد بالقرآن الكريم وشرح الاحاديث النبوية التى تحدثت عن الجهاد، في إحدى صفحات الكتاب أنهى برهامي حديثه بأنّ «المذاهب الأربعة لا تختلف وكذلك علماء الأمة على أن يلزم المسلمون «عند القدرة» ابتداء الكفار بالقتال ولو لم يقاتلوا المسلمين، وهذا ما تم الاستقرار عليه فى معاملة المسلمين للكفار من كل الاجناس».
وفى فقرة تالية يلقى «برهامى» الضوء فى بحثه المثير للجدل على ما سماه «الحرب الدفاعية» قائلا: «وأما القول بأن الإسلام لم يعرف إلا الحرب الدفاعية وأن الاصل فى معاملة الكفار هو السلم لا القتال، فهو قول محدث، وضلالة ابتدعها المنهزمون روحيًا وعقليًا أمام ضغط الواقع المعاصر وقد خالفوا صريح الأدلة» ثم يبدأ برهامى فى الاستشهاد بالآيات التى تثبت دعواه وفقًا لتفسيره لها.
ويكمل مستشهدًا بـ«سيد قطب»، ومهاجمًا ما يقوله البعض من أن الجزية ضريبة عسكرية واصفًا هذا الاتجاه بالمنحرف، وأن من يأخذ به ويروج له ممتنع عن شريعة من شرائع الإسلام وهذه الطائفة المروجة لتلك الأفكار يطلق عليها «أصحاب الاتجاه الاسلامى المستنير».
وفيما يخص قوة المسلمين، يشير برهامى إلى فتوى ابن تيمية فيما يخص القوة والضعف للمسلم بأن المسلم لو فى حالة ضعف عليه بالصبر على فريضة الجهاد أما لو كان فى حالة قوة فوجب عليه جهاد الكفار حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون، ويضيف برهامى أن المسلون إن كانوا على عزة فلا صلح مع الكفار، وإذا ضعفوا على القتال جاز لهم المهادنة.
داعية سلفي: تداول فقة الجهاد من جديد مرتبط باحتفالات الأقباط
الداعية السلفي محمد الأباصيري، تحدّث بشأن كتاب فقه الجهاد والذي بدأ تداوله من جديد، هذا الكتاب المنسوب إلى الداعية السلفي ياسر برهامي، والذي نشره قبل سنوات وأثار جدلا واسعا وكبيرا خاصة وأنّ عدد كبير من الأفكار التي يتداولها الكتاب، لها علاقة بالأفكار التي تتبناها عدد كبير من التنظيمات الإرهابية ويتم نسبها إلى الدين الإسلامي وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي بأنّ توقيت إعادة نشر الكتاب من جديد له علاقة بأعياد الأقباط.
فهناك علاقة وطيدة وقوية بين احتفالات الأقباط بعيد القيامة المجيد وموعد نشر الكتاب، خاصة وأنّ السلفيين يريدون الحديث أنّهم عائدون وبقوة إلى الساحة السياسية، لكنهم لا يفعلون سوى الخداع فهم يخدعون أنفسهم من جديد خاصة وأنّه منذ ثورة الثلاثين من يونيو والجميع قد كشف حقيقتهم المزيفة التي أطلوا علينا بها وتحديدا برهامي وأتباعه الذين استغلوا ثورة يناير وخدعوا الشعب بالكامل، فالسلفيين بالنسبة للشعب المصري في منزلة الإخوان، ولا فرق بينهم وبين التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبيت المقدس وغيرها، فهؤلاء جميعا أصولهم واحدة لكنّ طبيعتهم فقط من تختلف، أمّا الفكر القائم والذي يسيرون وفقا له فهو واحد لا يختلفون عليه.
وبسؤال الداعية السلفي محمد الأباصيري عن حديثه بأنّ الدولة المصرية والشعب المصري يعرفون جيدا حقيقة الجماعة السلفية وتحديدا برهامي وأتباعه، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ السلفيين ما زالوا يسيطرون على بعض الأمور، ذكر الأباصيري بأنّ حزب النور منذ الثلاثين من يونيو اتخذ مسارا جديدا كعادته وهو الوقوف ومساندة الدولة المصرية، بالرغم من أنّ تلك المساندة لم تكن على اقتناع تام لكن لم يكن أمامهم خيار آخر سوى هذا القرار، فمعنى أبسط هم اختاروا ركوب الأمواج كعادتهم وجدوا أنّ الشعب انقلب على الإخوان وهم معهم فقرروا السير مع الشعب بطريقة وهمية مزيفة.
وتابع الداعية السلفي محمد الأباصيري حديثه، بأنّ السلفيين أشد خطرا من جماعه الاخوان الارهابية، وذلك لأن تلك الجماعات تراجعت عن تنظيم العمليات الإرهابية منذ سبعينات القرن الماضي،لكن لهم سلاح أقوى وأشد وهو غسل العقل وإدخال التفكير المتشدد في عقول الشباب وهذا ما يقومون به حينما يصعدون المنابر، الجماعة السلفية توقفت على حمل السلاح منذ سنوات، لكنّهم بدؤا في اتخاذ السلاح الأقوى الخفي والمجهول لدى الكثيرون وهو سلاح الفكر، فعقيدة السلفية دائما ما تدعو للعنف ولذلك فليس غريبا أن يتواجد كتاب فقة الجهاد وأن ينتشر بين العامة هذا الكتاب هو خير مثال على السموم التي تحاول تلك الجماعة بثها بين الشعب المصري وخاصة فئة الشباب.
الغريب في الأمر أنّ كل ما يحدث وزارة الأوقاف لها يد فيه، بسبب السماح لهم بصعود المنابر، وبحسب كلام الداعية السلفي محمد الأباصيري فإنّه أكد على أنّ وزارة الأوقاف مخترقة من قبل عدد كبير من السلفيين ومازال هناك عدد من رموزها تابعين لجماعة الإخوان الإرهابيين، مهاجما وزير الأوقاف أيضًا موجهّا حديثا له بأنّ الوزير كان أحد أبناء الجمعية الشرعية قبل توليه مهام الوزارة تلك الجمعية التي خرج كان معظم قياداتها وتابعيها من جماعة الإخوان والسلفيين المتشددين.
ولم يكن عدم اتخاذ الأوقاف موقف حاسم تجاه تلك الجماعة هو وليد اللحظة، لكنه موجود وتعاني الدولة المصرية منه، فمنذ الخامس والعشرين من يناير ولم تستطه وزارة الأوقاف أن تتخذ موقفا حاسما ضد السلفيين، ولذلك لا بد وأن يكون للبرلمان دور حاسم من خلال استجواب الوزير للوقوف على هذا الأمر ومحاولة إيجاد حل جذري وحاسم له قريبا، مرددا أنّ العمليات الإرهابية في مصر لن تنتهي إلا برحيل هؤلاء ومحاولة القضاء على أفكارهم المسمومة التي يتم إدخالها في عقول الشباب المصريين، وفقا لما تحدث به الداعية السلفي محمد الأباصيري.
باحث في شؤون الجماعات الإسلامية: تداول فقه الجهاد لبرهامي ليس غريبا على جماعة تنادي بحمل السلاح في وجه معارضيها
باحث شؤون الجماعات: الإعلام له دور كبير في سيطرة السلفيين على الساحة الإسلامية في مصر.
الدكتور محمد عياد الباحث في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية، كان له حديث بشأن ثورة البرلمان الآخيرة على الجماعة السلفية وأيضًا إعادة تداول كتاب فقة الجهاد من جديد للداعية السلفي ياسر برهامي بأنّ ماحدث هو أمر طبيعي من وجهة نظره خاصة وأنّ السلفيون سلاحهم الأوحد حاليا هو الصعود إلى المنبر، بل هذا الأمر هو سلاح الجماعات الإرهابية بالكامل في مصر لكن خلال السنوات الآخيرة بدأ العمل على هذا السلاح بشكل احترافي أكثر، خاصة مع غياب كامل لدور الإعلام في مواجهة تلك الجماعات التي مازالت تشكل خطرًا كبيرًا على الدولة المصرية.
الباحث في الجماعات والحركات الإسلامية محمد عياد، أكد على أنّ خطر الإخوان عائد ومن جديد بل على العكس أخطر من ذي قبل، ومن سيساعدهم على العودة عدد من المنصات الإعلامية التي مازالت تبق أفكارهم وسمومهم التي تنال من عقول الشباب المصري، لذا يجب على الدولة المصرية أن تبدأ من وسائل الإعلام وتمنعها من الترويج لأفكارهم وغلق قنواتها التي تعمل على غسل عقول الشباب المصري، كذلك دور وزارة الأوقاف القوي الذي لم يعد له تأثير حاليا، فالوزارة سمحت لهؤلاء قديما باستغلال المنابر للترويج لأفكارهم وحاليا هاهي تعاني منهم الآن لكنها لا تستطيع ولم تعد قادرة على اتخاذ قرار بمنعهم.
فمنع السلفيين من الصعود للمنبر هو بمثابة الموت لهم، وهم جميعا يدركون جيدا هذا الأمر لذلك لن يسمحوا بحدوثه وسيفعلون أي شيئ في مقابل استمرارهم، فالمنبر هو بالنسبة لهم السلاح القوي الخفي الذي يستخدمونه لحشد أتباعهم وترويج أفكارهم المسمومة ، وجذب الفئة الأكثر خطورة هي فئة الشباب وكخير مثال فمعظم الإرهابيين في مصر والوطن العربي تابعين وتلامذة لبرهامي وغيره من شيوخ الفتنة الذين باعوا الدين والوطن واشتروا الحياة.
الداعية والباحث في الحركات الإسلامية محمد عياد اختتم حديث بأنّ إعادة كتاب فقة الجهاد من جديد له علاقة قوية ووطيدة باحتفالات الأقباط ومحاولة نشر الفتاوى الشاذة التي يخترعها برهامي من وحي خياله لإثارة الرأي العام مرة ثانية لذا فقرار منعهم من المنبر والفتوى هو الحل الوحيد حاليا .
حسين مطاوع: السلفيين تستدرج الشعب قبل الانتخابات البرلمانية
الداعية السلفي حسين مطاوع كان له رأي هو الآخر حول كتاب فقة الجهاد وثورة البرلمان على شيوخ السلفية، فتحدث بداية أنّه يجب أن نعلم أن من أصول المنهج السلفي وهو الذي جاء به القرآن والسنة تحريم التحزب والتفرق في الدين ، وبالتالي تحريم التظاهرات والثورات والخروج على الحاكم حتى وإن كان ظالما طالما أنه مسلمة، تلك الأمور التي تعد عظيمة عظيمة في المنهج السلفي فهذا معناه أن حزب النور مثله مثل جماعة الإخوان وأي جماعة أخرى على الساحة تتخذ من الدين ستارا وسلما ووسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها، وبالتالي فإن فوضى فتاوي الحزب وشيخه ياسر برهامي في أغلبها تهدف لخدمة أهداف ومصالح الحزب وهو ما أثار ضده الكثير من أعضاء مجلس النواب.
فبرهامي يعلم أننا داخلون على مرحلة انتخابات برلمانية جديدة ولذلك يعمل هو وحزبه من الآن لحشد المزيد من الأتباع تمهيدا للحصول على أصواتهم ولو كان صادقا بالفعل في انتسابه للسلف لقام بحل حزبه وترك السياسة التي لم تزده إلا بعدا عن الناس، لا سيما ومعلوم عنه تحالفه القديم مع جماعة الإخوان وقد كان قديما من اشد الداعين لمقاطعة البرلمانات وممن يقولون بالتحريم التام للديمقراطية ولتفرغ للدعوة بصدق ولكن؛ ما يفعله الآن ويفعله حزبه من تقلبات وفتاوي مثيرة وتلون لا يدل إلا على شيء واحد، وهو أن حزب النور هو باب خلفي للإخوان ولكن بنكهة سلفية وإن تمكن سيعيد عصر الإخوان من جديد ولعل هذا ما انتبهت له الدولة وانتبه له مجلس النواب مؤخرا.
وبسؤاله عن إعادة تداول فقه الجهاد، تحدث الداعية السلفي حسين مطاوع أن مواجهة فتاوي برهامي وغيره فهذا الأمر من اختصاص دار الإفتاء التي هي مخول لها هذا الأمر فيتم منع من لا ترخص له الإفتاء تماما أن يفتي ويثير بلبلة بين الناس، المعلوم عن هذا الحزب أو بالأحرى عن هذه الجماعة أن اجتماعاتهم دائما سرية حتى من قبل ثورة يناير ٢٠١١ كان لهم دائما اجتماعات سرية يقرؤون فيها كتاب ياسر برهامي المسمى ( المنة) وهو مليء بالمغالطات والمخالفات بل فيه تكفير صريح، لذلك إعادة نشر كتاب فقه الجهاد الآن لا يستطيع أحد الجزم بسببه أو بالهدف من وراء ذلك إلا مؤلفه نفسه فربما احتج مثلا بنفاذ الطبعات السابقة منه وربما احتج بتصحيح بعض مواده وهكذ.
وبالنسبة لصعود المنابر واختيار الخطباء هذا من اختصاص وزارة الأوقاف فقد وضعت الوزارة شروطا لابد أن تتوفر في من يصعد المنبر الخطابة من أهمها أن يكون أزهريا مصرحا له بشكل رسمي من الوزارة بعد اختباره طبعا وليس عنده أي موانع أمنية ولا يستخدم المنبر للترويج لأفكار غريبة أو سياسية، لذلك أرى أن لا يجب التعدي في ذلك على وزارة الأوقاف لا سيما وأن الأمر لها فقط.
فإذا كان هؤلاء يخافون الشروط التي وضعتها الوزارة فواجب البرلمان أن يطالب بمنعهم بل معاقبة من سمح لهم بذلك، لكن إن كانوا يتعاملون بشكل نظامي ومستوفين للشروط فنحن دولة قانون والقانون يعطيهم الحق في ممارسة الخطابة، بل هناك أئمة وخطباء معينون رسميا من الوزارة وهم أعضاء في حزب النور وهنا يجب الانتباه لهم جيدا ومتابعتهم، بحسب حديث الداعية السلفي حسين مطاوع.