أثار قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا جدلًا كبيرًا على الساحة العالمية خاصة وأنّ القرار جاء مفاجئًا للكثيرين، والذين اعتبروا وجود سر خفي وراءانسحاب القوات الأمريكية،وتحديدا في الوقت الحالي، بدعوى أنّه تم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بها، لكن الواقع كذّب الرواية الأمريكة فالتنظيم مازال متشعبًا ببلاد الشام ولم يتم القضاء عليه.
"الصفقة الخفية".. لكن هناك رواية أخرى كانت أقرب إلى الحقيقة وهي وجود صفقة بين الرئيس الرويب فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلك الصفقة لم تكن وليدة تلك الأيام بل تمّ عقدها قبل تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تلك التي كانت تفاصيلها عبارة عن اتفاق بين بوتين وترامب "الانتخابات مقابل القوات".
تفاصيل الصفقة
كان اللقاء سريّا بين الطرفين، لكنّه تم فضح أمرهم فيما بعد، رجل أعمال ترشح لتولي منصب رئاسة دولة عظمى، صاحب نسبه كبيرة في الفوز لكنّه أيضًا كان يحاول أن يمتلك ضمانات كبرى حرصا على الكرسي، الجميع يعلم العلاقة غير المحببة بين أمريكا وروسيا، لكن تلك المرة الأعداء باتو مقربين فقط لأجل المصلحة.
قبل الانتخابات بشهور قليلة وبحسب ما سرّب البعض وتمّ افتضاحها فيما بعد، عقدت صفقة بين رجل الأعمال حينها والمرشح لتولي منصب رئاسة الجمهورية دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تفاصيلها أن تساعد روسيا ترامب في الفوز بالانتخابات، مقابل اتخاذ ترامب لقرار سحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب على سوريا.
القضية
وبعد نجاح الرئيس الأمريكي في الانتخابات، انتهى الجزء الأول بل الأهم من الصفقة، وانتظر الجميع تنفيذ ترامب وعودة أو الجزء الثاني من الصفقة، لكن حدثت المفاجأة، وهو ظهور أدلة واتهامات تفيد بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية ومساعدة ترامب على الفوز بها، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بداخل البيت الأبيض مما دفع ترامب إلى تأجيل تنفيذ وعده لبوتين.
القضية التي ما زالت قائمة إلى اليوم، والمتهم فيها حملة «ترامب» الانتخابية، بأنّها قد تواطأت مع روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وما إذا كان ترامب قد عرقل سير العدالة عندما قرر إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق «إف بي آي» جيمس كومي، الذي فتح التحقيق في هذا الشأن، وهي أمور نفاها ترامب بشدة.
صفقة هلنسكي
في يوليو من العام الحالي، تمّ الإعلان عن عقد قمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، في هلنسكي بفنلندا، وخرجت عدد من المؤشرات التي أفادت أنّ الاتفاق في تلك اللقاء كان عبارة عن التأكيد على طلب سحب القوات الأمريكية من سوريا، مقابل المساعدة التي قدمتها روسيا، لكن ماتمّ الإعلان عنه كان بشأن إيران وليست سوريا.
الجميع أكّد على تلك الصفقة خاصة بعدما صرّح بوتين بأن جميع القوات الأجنبية يجب أن تغادر سوريا، وأمنية بوتين قد تحققت اليوم وبعد أشهر من الصفقة.
انسحاب أمريكا
منذ يومين أعلنت الإدارة الأمريكية عن انسحاب قواتها من سوريا، بدعوى القضاء نهائيّا على تنظيم داعش، ولم يعد لتلك القوات جدوى من التواجد في بلاد الشام.