"المهاجرون ليس لهم دور فى المظاهرات التى اندلعت فى فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية، والموضوع أن السترات الصفراء تم إقرارها بقانون فى أوروبا، بأنه يجب على كل سائق عربى أن يكون لديه سترة صفراء، وبالتالى هم ليسوا منظمة وكان وراءهم منظمات مجتمع مدنى، وفى الأصل يوجد احتقان بين الناس، والذين يتحركون هم والذين يشعرون بالغلاء فى الدولة الفرنسية".. هذا ما قاله المحلل السياسى ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، الدكتور تيسير النجار.
وأضاف النجار، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن السبب المباشر فى المظاهرات المندلعة بفرنسا، هو ارتفاع أسعار الوقود، وهذا ما دفع السائقين وأصحاب محطات الوقود فى البداية للتظاهر فى الشوارع، غير هذا أن البترول انخفضت أسعاره عالمياً، وأن هناك قانون الضريبة المضافة منذ سنوات، فدول الخليج تبيع البترول وعندها فائض من البترول، وبالتالى تم وضع الضريبة المضافة على برميل البترول، والمواطن الغربى لم يشعر بانخفاض تلك الأسعار، وهذا على خلاف دول العالم، حتى التى لا تنتج منها البترول.
وأكد المحلل السياسى السورى، أنه فى الدول العربية إذا ارتفع سعر لسلعة ما؛ لن يرجع إلى ما كان عليه مرة ثانية، وهذا على خلاف الدول الغربية، التى يرتفع فيها وينخفض كل حين وآخر، وأيضًا هناك نقطة ثانية كانت سببًا فى اندلاع المظاهرات فى باريس والشانزليزيه، وهى انخفاض قيمة المعاشات التى يقبضها الأفراد، وهى 1300 يورو، مع الضرائب المرتفعة على الراتب الأساسى، وبالتالى طالبوا برفع الضرائب عن الأعمال الإضافية، وهى المطالب التى استجاب لها الرئيس ماكرون، لأن الشعب انقلب عليه فى الآونة الأخيرة بسبب هذه النقطة التى تسببت فى هذه المظاهرات أيضًا، وبالتالى لن يكون هناك تواجد للمهاجرين فى المظاهرات الفرنسية، وإن كان هناك بعض المهاجرين القدماء فى البلد منذ سنوات طويلة، كانوا من بين المتضررين بالفعل من قرار رفع أسعار الوقود والضرائب؛ فقد صاروا يشعرون بنفس شعور الأوروبيين؛ لأنهم أصبحوا مثل أفراد البلد.
وأضاف النجار أن السترات الصفراء لن تفكك الاتحاد الأوروبى، ولكنها نظرة للحصول على الحقوق، والشعب الفرنسى فى غاية السعادة بسب انفتاح الدول الأوروبية على بعضها البعض، وبالتالى لن يكون هناك تأثير على الاتحاد ككل، ولكن التأثير على فرنسا والدول التى بها المظاهرات فقط، مؤكدًا أن الحديث عن أن دونالد ترامب ليست له علاقة بالمظاهرات أيضًا؛ كلام عار عن الصحة تمامًا، ويعد تشويها لصورة المظاهرات التى تتطالب بالحقوق.
وأشار المحلل السياسى السورى، إلى أن من يخربون وينتهكون حقوق البشر فى المظاهرات، ويحرقون المنازل ويعطلون حركة المارة، ليست لهم علاقة بالمظاهرات تمامًا ولكنهم جاءوا لتشويه الشكل العام للمظاهرات التى تطالب بالحقوق، وهؤلاء لابد أن يطلق عليهم مسمى الإرهاب.