جوجل” يحتفل بالتشكيلية الجزائرية ”باية محي الدين”

الاربعاء 12 ديسمبر 2018 | 11:22 صباحاً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

احتفل محرك البحث جوجل بالفنانة التشكيلة الجزائرية، باية محي الدين "Baya Mahieddine"، التي ولدت وترعرعت في الجزائر، واشتهرت دائمًا بأنها ولم تكن توقع لوحاتها قط باسمها.

 

ولدت باية محي الدين يتيمة الأبوين منذ الولادة ربتها جدتها لتساعدها فيما بعد لما كبرت في الفلاحة كانت جدتها تعمل وتقيم عند مستعمرين فرنسيين، وفي 1943 أخذتها أخت صاحب المزرعة مارغريت كامينة لتساعدها في أشغال البيت.

 

في ذلك الوقت كان بيت السيدة مارغريت الواقع في الجزائر غاية في الجمال والروعة ما أبهر باية، وبدأت في تشكيل تماثيل صغيرة لحيوانات وشخصيات من خيالها فقط من الطين أعجبت صاحبة البيت بفنها فشجعتها ودعمتها بأدوات للرسم أهتم بها النحات الفرنسي جون بيريساك وعرض رسوماتها.

 

عرضت أعمالها لأول مرة على الجمهور الفرنسي بباريس سنة 1947 ونالت أعمالها نجاحا باهرا وأعجب الجمهور والنقاد لهذا الفن البدائي العفوي والساذج، اهتم بها الفنانون حتى أن بابلو بيكاسو الفنان العالمي طلب منها أن ترافقه ليعلمها الرسم, فبقيت برفقته عدة أشهر, استفادت خلالها كثيراً.

 

اتصف اسلوبها في الرسم بانها تنطلق في تشكيل رسوماتها ورسم تشكيلاتها من موضوعات مبسطة أغلبها مستمد من الطبيعة والأرض ومعالم البيئة الحية كالحدائق، المشاهد طفولية، وجوه آدمية تلهو داخل حدائق من ألوان،إضافة إلي المزهريات وغيرها، حيث ظلت تجسدها في شكل تصاوير عفوية مفعمة بزخارف متنوعة غارقة في الكثافة اللونية  أبرزها الوردي الهندي والأزرق الفيروزيـ وخطوط الإحاطة.. وهذا ليس بغريب، إذ أن باية كانت تعيش في بيت مليء بالورود والأزهار والعصافير والفراشات والقطع التراثية الجميلة وأعمال كبار الرسامين.

 

وإلي جانب الرسم والصباغة، اشتغلت الفنانة باية كذلك علي الطين حيث أنجزت بواسطته العديد من القطع الفنية في مجال السيراميك، وكانت تمتلك ورشة كبيرة إلي جانب بيكاسو الذي اشتغلت معه لمدة شهر كامل خلال عام 1948 بضواحي باريس.

 

وتصنف  باية محيي الدين تعد رسامة فطرية مهرت أسلوبها بالعفوية الطفولية بامتياز، و يقول الناقد الجزائري أحمد عبد الكريم وأكسبته حرية إبداعية إضافية واسعة لا تؤمن بالقيود المدرسية الأكاديمية، بل جعلت منه توجها صباغيا جديدا في ساحة التشكيل الجزائري والعربي، وتوجه يحمل في داخله، وخارجه، ملامح الهوية والذات الوطنية، وهذا هو سر شهرتها وتألقها.