في ذكرى ميلاد صاحب شخصية مصر.. «ميلاد حنا» القبطي الباحث عن الوحدة الوطنية

الاثنين 26 نوفمبر 2018 | 11:10 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

لمن لا يعرف ميلاد حنا، فهو جسد عاقل رحل وترك لنا بصمات نُسير عليها حتى الآن، على الرغم من غيابه الكبير، ولكن أفكاره ما زالت مُخلدة وأبحاثه ما زالت صامدة رافضه الاندثار. 

 

ميلاد حنا في ذكري وفاته كيف عاااش

يحكي عنه نجله المهندس هاني ميلاد حنا أن والده كان معلمًا متميزاً بقدرته العالية على استشراق المستقبل من تحليل الواقع، كما يروي عنه أن ثورة 1919 كانت محطة فارقة في تشكيل وعيه، حيث كان شعار "عاش الهلال مع الصليب" أبرز شعارتها، وتكون وجدانه بحى شبرا العريق، كما كان حنا معيداً باجامعة الإسكندرية في صباه فجعله ذالك أكثر إختلاطًاً بحضارة البحر المتوسط، ليغادر بعد ذالك محطة الإسكندرية إلى محطة أخري هي إسكتلندا في إطار دراسته العليا.

 

تعلم الكثير من الدروس فى تجربته الإسكتلاندية واخذ يتطور فكرياً يومً بعد الأخر، ويروي نجله أن السمات السبع للشخصية المصرية التي تحدث والده عنها لم تكن مجرد موضوع للكتابة بل كانت تحتوي العديد منها في شخصيته واصفاً ايهُ بإتصافه باكثيرمن ملامح البشره الفرعونية وشعوره بأنه حفيد بناة الأهرامات كما تعلم الترانيم المسيحية بالكنيسة وربط بينها وبين صوت الآذان وتجويد القرآن.

 

حياته العائلية

كان لديه ملكة التواصل بسهولة مع الأخرين وتبسيط الأمور، كما إتسمَ بالعقلانية والتفكير العلمي، هكذا وصف هاني والده كما يذكر في صباه علاقة أمه بأبيه بالقائمة على التفاهم، وتحليهم بالطاقة الإيجابية لحل أي مشكلة والنظر دائماً للجانب المشرق من الأمر، كما يذكر هاني أنه ورث منهة الهندسة عن أباه الذي زرع حب العلم بداخله كما كان يساعده كثيراً في دراسته ويعطيه الأولوية في حياته حتي تخرج من الكلية ليتفرغ والده بعد ذالك للعمل السياسي بعد أطمئنانه علي مستقبل نجلهِ.

 

حياته السياسة ومعارضته للكنيسة وإعتقاله

واحدا من أبرز الكتاب والمفكرين السياسيين، بدأ وعيه السياسي مع الوفد، وانتهى باليسار وفي الكنيسة بدأ مع مظاهرات ضد الفساد في عصر البابا يوساب، وانتهى بمعارضة تدخل الكنيسة في السياسة، عُرف عن الدكتور ميلاد حنا رفضه لإقحام الدين في السياسة، وكان يؤكد دائمًا أن الكنيسة القبطية ما هي إلا مؤسسة دينية يذهب إليها الأقباط للصلاة فقط، وينبغي ألا يكون لها دور سياسي، مدافعًا عنها فيما يُقال بأنها "دولة داخل الدولة"، نافيًا هذه العبارة.

 

الاعتقال والحركة الوطنية

اعتقله الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ضمن حملاته الإعتقالية التي شملت رموز الحركة الوطنية عام 1981م، وترك هذا الموقف أثرًا بالغًا في نفسه، ليزداد إهتمامه بعد خروجه من المعتقل  بقضية الوحدة الوطنية على حساب إهتماماته اليسارية الأخري، وتزداد معها رغبة في الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي، كان يهتم بقضايا ومشكلات المجتمع المصري وكتب عن أبرز مشكلاته وقتها مشكلة الإسكان فكتب عنها كتاب "أريد مسكنًا" ويمر الوقت وتشاء الأقدار أن يسهام بكلماته التي كتبها في حل هذه المشكلة بتوليه لجنة الإسكان بالبرلمان، ليتعاون مع وزير الإسكان حينها المهندس حسب الله الكفراوي، في تخطيط وإنشاء العديد  من المشروعات السكنية، ولكن وقفت هذه المرة المصالح السياسة لإحدي الأحزاب السياسية السائدة وقتها أمام مساعيه ليعلن احتجاجه بالاستقالة من البرلمان، ويروي نجله هاني أن الندم لم يتغلبه ولو للحظة بعدها عن قراره.

 

أبرز مؤلفاته وجوائزه

ألف الراحل ميلاد حما العديد من الكتب التي لاقت إستحساناً داخلياً وخارجياً ومن أبرزها "أريد مسكنًا" عام 1978، "نعم أقباط لكن مصريون" عام 1980، و"ذكريات سبتمبرية" عام 1987، و"قبول الآخر عام 1998.

كما لعب دوراً مهماً في تعزيز الوحدة الوطنية في السبعينات والثمانينات حيث بدأت الهوية المصرية تضعف شيئّا فشيئًا، وسط إنتشار الألإكار المتطرفة على الساحة وقتها وإجتذاب الكثير من الشباب إليها تحت مسمى الفكر الوهابي وأنّ السلاح وحده سيعلي اسم الدين، في مقابل ظهور شباب الكنيسة الذين قرروا الإحتماء بها وإعلاء اسم المسيح في كل أمور حياتهم، لم يبحث الطرفان بداخلهما عن هويتهما الحقيقية مسلم أو مسيحي على أرض مصرية، ولم يفكرا ولو للحظة أنّ هوياتهما واحدة وعرقهما الفرعوني والقبطي واليوناني واحد، ليشتدّ الصراع في تلك الحقبة  لتبدأ الأمور في السير نحو الهدوء ببداية التسعينات، مع بقاء التشدد قائمًا لبعض الشيء، ممّا دفع العظيم ميلاد حنا للبحث عن الهويةالمصرية عن طريق "الأعمدة السبعة" ، لإثبات اننا جميعاً واحداً في الأصل.

 

ذكري وفاته وتكريمه

لم يمنع خلافه مع الكنيسة في محياه أن رئاسة البابا تواضرس الثاني لصالاة جنازته في مماته بالكنيسة البطرسية فنعاه البابا قائلاً "يعز علينا ان نودع الدكتور ميلاد حنا على رجاء القيامه ففى لحظات الموت يكون الانسان صادقا مع نفسه وأمام الموت يقف الانسان فى وقار وجلال" 1992.

 

الجوائز الحاصل عليها وتكريمه بمؤتمر الشباب

نال الراحل عدد كبير من الجوائزالمحلية و الدولية أهمها

جائزة فخر مصر عام 1998 من جمعية الصحفيين والمراسلين الأجانب بمصر

وسام "النجم القطبي " بدرجة كوماندوز" من ملك السويد

جائزة "سيمون بوليفار" من منظمة اليونسكو

جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1999.

بالإضافة إلى تكريمه الأخير والأشهر بمؤتمر الشباب بشرم الشيخ وسط حضور قيادات الدولة وعلي رأسهم الرئيس السيسي بتبني المؤتمر لشعار الأعمدة السبعة كا رمز لفعلياته عن الهوية المصرية

اقرأ أيضا